9 –في سلام أضطجع وأنام، لأنك وحدك يا رب تجعل مسكني آمنا:
vفي سلام أضطجع وأنام:
هذا السلام يجعل المرنم يغط في نوم عميق فإحساسه أن "الرب راعيه فلا شيء يعوزه" كفيل بمحو الخوف من قلبه وإذابة الهموم من فكره والتغلب على المخاوف في وجدانه ومتى اطمئن القلب والفكر والوجدان ... حينئذ ننام في سلام، هكذا حال المرنم، ولعل داوود وأبناء الله قد اعتادوا هذه المعارك فنراه ينام في سلام مطمأناً وإن اصطف حوله جيش كامل وهاجمته الكواسر والوحوش بل وحتى إن كان بطنه فارغًا فهو لا يبالي، لأن حضور الرب في حياته هو ينبوع كل شبع وتعزية وبركة وسلام وفرح. صلاة المرنم ونجواه وإن لم تحرره من الضيق المادي لكنها حررته مما هو أمّر وأصعب وأكثر إيلاماً: لقد تحرر من الخوف والقلق والعبودية. لقد شبعت نفسه من الخيرات الروحية فلم تعد تلك المادية تمثل له شيئاً يذكر، ولم يعد يهتم بها أو يطلبها في صلاته " كل هذه تطلبها الأمم وأبوكم السماوي يعلم ما انتم بحاجة إليه، أطلبوا أولا ملكوت الله وبره والباقي يزاد لكم ويتم" لذا صارت صلاته وكل طلبته من الرب: نعمة تجعل الناس جميعاً يشاهدون أمام عيونهم تدخّله العجيب من أجل أحبائه، حتى تظهر مخافة الرب على المؤمنين لتُبعدهم عن الخطيئة فلا يتشبّهون بهؤلاء الأغنياء والمقتدرين الذين اعتمدوا على أموالهم ولم يصرخوا إلى الرب في قلوبهم." ما اعسر على المتكلين على الأموال أن يدخلوا ملكوت السماوات".
vوحدك يا رب تجعل مسكني آمنا:
علامة استماع واستجابة الرب لأصفيائه الذين يدعونه كما أسلفنا، علامة داخلية وليست خارجية، وها هو المرنم يشعر بقدرة الله تلمسه وتحيط بمسكنه فيتزايد عنده الشعور بالسلام والأمان وكأني بمسكنه آمنا يفيض بالخيرات بالرغم أنه لم ير مخازنه وقد امتلأت حنطة ولا قواريره تفيض زيتا ولم يشعر بالخمر وقد طفحت من أوانيها... لكنه متأكد أن تحنن الرب وحضوره يغير الحال كلياً .