عرض مشاركة واحدة
قديم 24 - 04 - 2013, 07:50 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المزمور الرابع: صلاة المساء

7- كثيرون يقولون "من يرينا الخيرات" فيا رب يا إلهنا ارفع علينا نور وجهك:
هذه العبارة "من يرينا الخيرات"، ليست غريبة على ألسنة بني إسرائيل ولا على آذان الله... لقد سمعها حتى سأم منها. وليس ما حدث مع موسى النبي في البرية ببعيد عن الذاكرة أو الأذهان حيث كان إيمان موسى يضعه أمام قداسة الله، بينما كانت مسؤوليّته كقائد ونبيّ تجعله ذلك المتوسّل الدائم الذي يطلب من الرب أن يرفع الضربات عن شعبه القاسي الرقاب الدائم التذمر والشكوى:
* تذمروا حين رأوا جيوش فرعون تتبعهم: (خروج 14: 9-11) ولما اقترب فرعون رفع بنو إسرائيل عيونهم فرأوا المصريين يتبعونهم فخافوا جداً وصرخوا إلى الرب وقالوا لموسى" أما في مصر قبور فأخذتنا لنموت في هذه البرية؟ماذا عملت بنا فأخرجتنا من أرض مصر، أما قلنا لك في مصر دعنا نخدم المصريين فخدمتنا لهم خير من أن تموت في البرية؟ ماذا فعلت بنا؟ فقال موسى الرب يحارب عنكم، لا تخافوا قفوا وانظروا خلاص الرب... فقال الرب لموسى ارفع عصاك ومد يدك على البحر فينشق....
* تذمروا حين جاعوا: (خروج 16: 2-4) :في اليوم الخامس عشر من الشهر الثاني لخروجهم من ارض مصر. فالقوا اللوم على موسى وعلى هارون في البرية وقالوا:" ليتنا متنا بيد الرب في أرض مصر. فهناك كنا نجلس عند قدور اللحم ونأكل من الطعام حتى نشبع، فلماذا اخرجتمانا إلى البرية لتميتا هذا الجمع كله بالجوع"
* تذمروا حين عطشوا: (خروج 17: 2-7) فخاصموا موسى وقالوا " أعطونا ماء نشربه"..." لماذا أصعدتنا من مصر لتميتنا نحن وبنونا ومواشينا بالعطش؟" فصرخ موسى إلى الرب " ماذا افعل بهؤلاء الشعب؟ بعد قليل يرجمونني" فقال له الرب "...خذ عصاك التي ضربت بها البحر واذهب فتجدني واقف أمامك هناك عند الصخرة في حوريب فتضرب الصخرة فيخرج منا ماء يشرب منه الشعب"
* تذمروا حين غاب فعبدوا العجل: (خروج 32:1) ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمعوا على هارون وقالوا له: "قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا، فهذا الرجل موسى الذي أخرجنا من أرض مصر لا نعرف ماذا أصابه"
* وغضب الرب كثيراً: حتى أنه قال لموسى (خروج 32: 9-11) وقال الرب لموسى: "رأيت هؤلاء الشعب، فإذا هم شعب قساة الرقاب، والآن دع غضبي يشتد عليهم فأفنيهم وأجعلك أنت امة عظيمة". فتضرع موسى إلى الرب ..."ارجع عن شدة غضبك وعد عن الإساءة إلى شعبك واذكر عهدك ..." فعاد الرب عن السوء الذي قال إنه سينزله بشعبه. "دعني أبيد هذا الشعب وأجعلك أنت قائداً لأمة ليست غليظة الرقبة مثل هؤلاء"
* وأنبهم موسى وحذرهم كثيراً (خروج 32: 11-14) وفي الغد قال موسى للشعب "خطئتم إلى الرب خطيئة عظيمة، والآن أصعد إلى الرب لعلى أكفر عن خطاياكم"،
* وتشفع موسى عنهم كثيراً ورجع موسى إلى الرب وقال " يا رب خطئ هؤلاء الشعب خطيئة عظيمة فإما تغفر خطيئتهم أو تمحوني من كتابك الذي كتبته" فقال الرب لموسى" لا أمحو من كتابي إلا الذي خطئ إليّ" والآن تذهب وتقود الشعب إلى حيث قلت لك وهاهو ملاكي يسير أمامك ولكن يجيء يوم أعاقبهم فيه على خطيئتهم".
كلها نصوص تذكرنا بالتذمر الدائم والشكوى المستمرة والشك المريع، وهي ليست بغريبة على بني إسرائيل فتاريخهم برغم عظمة أعمال الله معهم وذراعه القديرة التي خلصتهم يدل على أنهم كانوا دائمي التذمر والشك في حضور الله وعمله، سمات أصبحت ملازمة لهذا الشعب، ولولا الشفاعة القوية والأكيدة لموسى وداود وكثير من الأنبياء لكان أبادهم بالفعل. ومرة أخرى يبدو أن القحط الشديد أو المجاعة قد أزاغت عيون الشعب من جديد، مما جعله يلجأ إلى الآلهة الغريبة والطقوس الوثنية والعبادات الغير طقسية بل تجاوز الأمر ذلك إلى حالة من التذمر الكامل على الله والملك: أين منا خيرات الماضي.
  رد مع اقتباس