خامساً- تدخل الرب وعقاب الأشرار بشرهم:
15 –الشرير يتمخض بالإثم يحبل بالفساد ويلد الكذب:
لا توبة ولا رجوع فالشرير مصر على شره وكأنه امرأة حامل، لا فراق بينها وبين ما تحمل في داخلها، إنه جنينها، وفي هذا المجال يقول أشعياء النبي " حبل شقاوة ولد إثما وبطنه انشا غشاً" ( أش33: 11) فالشرير كالمرأة الزانية حبلت بجنينها في الفسق والرجس والعهر، وحين تتمخض لولادة وليدها، تلد كتلة من الكذب والزور والبهتان، لأنها فاسدة تلد الفساد... يا لهول الصورة ويا لعمق التعبير...
16 –يحفر حفرة ويوسعها وفي الهوة التي صنعها يسقط:
"من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" استخدم الرب يسوع نفس التعبير ليدل على مصير الأشرار القاسي والرهيب فهم يتعبون في التخطيط والتنفيذ لمكائدهم وفخاخهم الماكرة لكن هناك من يترقب هذه الأفعال ويرصدها ثم يبطلها "لا يفلت أحد من أعدائك" ولا يكتفي بهذا بل يسقط الذين دبروها فيما سبق وأعدوه للأبرياء وكأن الرب يعاقب الأعداء بمثل ما أرادوا أن يفعلوا فيسقطون في الهوّة التي أعدوها ووسعوها.
17 –يرتد فساده على رأسه وعلى نافوخه يقع عنفه:
ويرتدّ ضررهم على رؤوسهم، ويسقط ظلمهم على هاماتهم. لأن الرب قد دفعهم دفعاً ليسقطوا فيما دبروا للأبرياء من حبائل وفخاخ. فالشرير يؤذي نفسه بالشر بقدر ما يؤذي غيره وأكثر. فالحقود يموت بحقده، والفاسق يصيبه الفسق في جسده وروحه بأبشع الأمراض، والسارق يقضي العمر يتلفت حوله، والقاتل يعيش مطارداً من الداخل والخارج، والخائن غالباً ما يدفع ثمن الخيانة في حياته، والمفتري يجد يوما ما من يسحقه ويقهره دون أن تأخذه به شفقة