عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 04 - 2013, 06:29 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,348,975

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المزمور السابع: القاضي العادل

ثانياً– فحص الضمير:
4- إن كنت يا ربي يا إلهي أسأت إلى أحد في شيء فلطخت يديّ بالجور :
يحمله هذا الاحساس الرهيب إلى ان يستعرض شريط حياته، يفحص ضميره ويتذكر آثامه وخطايا صباه، إنها كثير بالفعل، لكنه قد كف عنها وندم وتاب، بل لقد سمع من فم ناثان النبي: "والرب قد رفع عنك خطيئتك فلا تموت" . غفرت له خطاياه وتعلم الدرس، فصار مسالماً لا يسئ إلى أحد في شيء، يحاول أن يرعى شعبة في سلام، ويتعامل بالرقة واللين ويحكم بالعدل والقسطاس حتى مع خصومه، فلا يسلبهم أملاكهم أو أموالهم أو زوجاتهم باطلا كما قد يكون قد فعل في حياته الأولى...
يستنتج من هذا الفحص الدقيق لحاضر وماضي حياته إنه بريء ولا يستحق هذا العقاب الصارم من مطاردة الأعداء له وطلبهم نفسه ليهلكوها بعد إن مرغوا كرامته الملوكية في التراب...وكأني بالمرنم يصرخ إلى الإله الديّان الذي يرى كل شيء على الأرض، ويعرف وحده إذا كان الإنسان بريئًا أو مذنباً، ويستطيع أن يدل على المذنب ويبيّن له ذنبه فيغفره له أو يعاقبه عليه. ليست يداي يارب ملطخة بالدماء وتاريخي لا يخفل بالمكر والظلم.
vفلطخت يديّ بالجور
مفيدة دوماً العودة إلى الذات في فحص متعمق للضمير ، هكذا يكتشف داود من خلال فحصه لضميره، انه بالرغم من آثامه العديدة وخطاياه الجسيمة إلا انه سقط دوماً عن ضعف وليس عن خيانة للعهد: سواء مع الله أو الحلفاء والأصدقاء بل حتى مع خصومه أنفسهم... لقد سعى دوماً أن يكون نزيها بالرغم من الخصومة أو الاختلاف الفكري أو المذهبي أو القبلي، وهذا ما يبرهن عليه لقاءه مع كوش البنياميني الذي بكى لحاله وهو من سبط بنيامين وليس من حاشية داود أو أصدقاءه الحميمين.
5- أو كافأت من سالمني شراً أو سلبت خصومي باطلاً؟:
يكمل فحصه الدقيق ومراجعته لنفسه ولحياته بمجملها فيجد انه كان مسالما الجميع ولم يعتدي أو يظم أحداً من أهله أو أصدقاءه وحتى مع أعداءه الذين كانوا يطاردون نفسه كان مسالما ولم يسعى يوما إلى الانتقام برعم قدرته وتمكنه من ذلك في مناسبات عديدة ( صموئيل الأول 25: 7-12) ولم يخن العهد أبداً ولم يعتدي بالظلم أو الباطل حتى على ألد خصومه وموقفه مع أبيشالوم ابنه خير دليل على ذلك بل باستعراض شريط حياته يكتشف انه كان دوماً ضحية أصدقاءه وخصومه الذين سالمهم ووثق بهم فخانوه...
6 –فليضطهدني العدو ويلحق بي وليرمني إلى الأرض حياً ويمرغ في التراب كرامتي:
يستخلص من هذا الفحص الدقيق برائته وطهارة يده وقلبه، ويرتاح حين يجد سجل حياته بما فيها من حروب وصراعات وتحالفات ومعاهدات خاليا من أي شائبة يستحق عليها ما يحل به الآن من ضيقات. حينئذ يكتشف أن ما يمر به الآن ضيقة لا عقوبة. لكنه لا يرضى أن يكون هو الحكم بل يرفع إلى الله برائته ويقسم المرنم معلنًا استعداده لأي عقاب في حالة التجاوز: إن كنت قد صنعت ذلك فليلاحقني العدو ويرمني إلى الأرض... بل واستحق أكثر من هذا، استحق أن تمرغ كرامتي في التراب، وحتى أن أدفن حياً عقاباً على تجاوزي... لكني بريء ومع ذلك لم يرحمني أحد بل يريدون تدميري.
  رد مع اقتباس