6 – المتباهون لا يقفون أمامك، وتبغض كل من يفعل الإثم.:
vالمتباهون:
يواصل المرنم تقديم الصفات الخاصة بملكه وإلهه حتى يطمئن قلبه شخصياً، ولكي يعرف الناس إلى من لجأ. فإلهه على عكس كل الآلهة لا يحب التباهي ولا المتباهين، بل يفضل التواضع والمتواضعين في حضرته الإلهية، ومثل الفريسي والعشّار خير تجسيد لهذا المعنى فهذا وقف يتباهى" أشكرك اللهم لأني لست مثل سائر الناس الطامعين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار فأنا... أما ذاك فقد وقف بعيداً منحيا لا يجرؤ أن يرفع عينيه نحو السماء بل كان يدق على صدره قائلاً " اللهم اغفر لي انأ الخاطئ وارحمني" فعاد هذا ملطخاً وعاد ذاك مبرراً. فمن يرفع نفسه ينخفض ومن يضع ذاته يرتفع" (لوقا 18: 9-14). والوقوف في حضرة الله يتطلب التواضع والانسحاق فما قيمة الخليقة أمام الخالق ويحسن إبراهيم في شفاعته التعبير عن هذا المعنى " ما بالي أكلم سيدي هذا الكلام وأنا تراب ورماد" (تكوين 18: 16 - 33). فمنذ البدء أحب الله المتواضعين ورفض المتشامخين المتباهين. هو الذي تسبحه مريم العذراء " أنزل الأقوياء عن الكراسي ورفع المتواضعين"( لو2: 52).
vلا يقفون أمامك:
"يا رب من يقف أمامك من يسكن في موضعك المقدس الطاهر اليدين النقي القلب الذي لا يصنع الشر في قلبه ولا يحلف لقريبه غشاً ولا يقبل الرشوة على البريء"، " انت الذي تقف امامك الملائكة ورؤساء الملائكة تلك هي الصفات والواجبات المطلوبة للوقوف في حضرة الله وهذه هي الكائنات التي يمكن ا، تتواجد في حضرته وهي بالطبع غير متوافرة على الإطلاق في الأشرار أبناء معسكر الشر.
vوتبغض كل من يفعل الإثم:
لا يقتصر رفض الله للشر على مجرد الرفض النظري المبدئي، بل يصل هذا الرفض إلى مدى أعمق كثيراً لله ككيان نوراني، إلى المستوي العاطفي الكياني، فهو يبغض كل من يرتكب الخطيئة ولا يخالطه من يصنع الإثم، لأن الخاطئ يخون العهد ويخالف الشرائع ويلطخ نفسه التي خلقها الله بهية نقية طاهرة على صورته كمثاله، وهو بذلك يطرد روح الله الساكن بداخله.وليس المقصود بالبغض هنا كره للشرير، بل لما يقترفه من آثام وخطايا تعمق الهوة بينه وبين الله.