4 – يشمخ بأنفه ولا يسأل عن الله، وفي كيده يقول لا إله:
لا يهم الشرير البحث عن الله ولا يشغل ذلك الأمر باله ، فهدفه الوحيد إشباع شهواته وتحقيق كل رغباته، فشهواته وأهواءه تشغله وتحركه وتحدد أهدافه وهو بدوره يقدسها ويكرس حياته لإشباعها وإرضاء نزعاته الشريرة بلا خجل أو تردد، وفي إطار هذه العملية المسعورة المتصاعدة والمستعبدة دوماً يشعر بالنجاح مع كل إشباع جديد وتوفيق في كل مساعيه الباطلة الفاسدة وهو في غفلة شهوته فخور بكل ما يتحقق من بلاء للضحايا الأبرياء ويعتبر ذلك قمة النجاح والتوفيق بل ويتباهى بذلك.
v وفي كيده يقول لا إله:
"قال الشرير في قلبه لا إله"، إنه بالفعل لا يشعر بوجود الله في حياته فهو لا يدركه بعقله ولا يطلبه في قلبه ولا يصل إليه بفهمه. وبالتالي يغوص في أعماق مستنقع الضلال والشهوات الباطلة حيث تؤكد له معطيات حياته التافهة وما يحققه فيها من نجاح ظاهري صدق أوهامه قولاً وفعلاً بعدم وجود الله...
5 – يحتال في مساعيه كل حين، وأحكامك فوق متناول فهمه، يستخف بجميع مخاصميه:
يصاحب هذا الغباء في إدراك وجود الله، ذكاء وتوقد في ابتداع الحيل والمكر والخداع، فتصير حياة الشرير سلسلة من الخداع المتواصل متوجة بنجاح وهمي إذ تنجح مساعيه في كل حين، فيبدو الأمر غريباً ومريراً في عين الصديق الذي يعاني الاضطهاد ويصادف الفشل حتى في داخل بيته. وهذا ما يستغربه المرنم الحزين، فهو قد يقبل الألم والذل والمهانة ويصبر عليها في سبيل الله أو الإيمان، لكنه يستغرب كيف يوفق الله هؤلاء الأشرار وينجح مساعيهم وأعمالهم ومشاريعهم بينما كل الطرق تبدو مغلقة ومسدودة في وجهه!! ويزداد الأمر سوءاً عندما يضيق عليه الأشرار الحصار حتى يكاد يختنق.لا سيما حين يرى نظرة السخرية والاستهزاء في عيون الخصم الذي يستخف بكل القيم والمبادئ والأخلاقيات بل يتجاوز ذلك فيستهزئ به وبإلهه معاً.
وأحكامك فوق متناول فهمه:
يظل الشرير يعبث في غروره موقناً ان الله غير موجود وحتى إن كان موجوداً فإنه لا يطالب. والله يترفع بأحكامه عنه وكأنه تتعالى ولا يريد حتى أن تحاكمه ويصدر عليه العقاب اللازم والرادع...لكن الله أكبر وأعلى وأسمىوهو إن أمهل لا يهمل وسوف تحل اللحظة التي يتدخل فيهاوهو إذ يترك الشرير لأعماله الفاسدة يعلم أن أعماله نفسها تدينه وأن فساده سيقع على رأسه " بكلامك أدينك أيها العبد الشرير".وهي ذاتها تحكم عليه.
v يستخف بجميع مخاصميه:
وهذا الاعتقاد الغافل بان الله غير موجود ولا يجازي يتيح له المزيد من الوقت والفرص ليتمادى في شره ويزداد تهورا وغروراً واستبداداً واستخفافا بكل من يرفض مسايرته أو يقف في طريقه أو يخاصمه.