عرض مشاركة واحدة
قديم 17 - 04 - 2013, 02:53 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,158

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: نشيد الأناشيد: قدس أقداس الكتاب المقدس


ج - القراءة اليهودية للنشيد
أشرنا أن نشيد الأناشيد دخل في قانون الكتاب المقدس اليهودي في يمنيا في نهاية القرن الأول، وقد اعتبره الرابي الأول عقيبة قدس أقداس الكتاب المقدس. وبموجب هذه القراءة الدينية الرمزية، تصبح القصائد حوارا متبادلا بين الرب وشعبه.
لقد أطلّت صورة نشيد الأناشيد أوّل ما أطلّت مع هوشع نبيّ الحبّ، فقد أصبحت حياته مع امرأته جومر رمزاً إلى حياة الله مع شعبه، مع ما في هذه الحياة من اندفاع إلى الله، وخيانته، والعودة إليه بالتوبة (هو1-3). وتتابعَ هذا الموضوع مع إرميا(2-3) وأشعيا (اش54) وحزقيال (16) الذين رسموا ملامح إسرائيل بمثابة زوجة خائنة، طلقها زوجها، ومن ثم غفر لها.
هكذا يعيد النشيد في هذا المفهوم ذكر التاريخ المضطرب عن هذه العلاقات وعن البحث المتبادل الذي قام به الله وشعبه. فعلى سبيل المثال، يوحي "نوم" الحبيبة بأزمنة خياناتها، فيما يعني "هرب" الحبيبة محن إسرائيل، وفي مقدمتها محنة الجلاء. وهنا تبرز فكرة تقول إنّ العريس يمثّل الهيكل وبالتالي الله المقيم في الهيكل، والعروس تمثّل أرض فلسطين. فالعريس يقيم في قلب العروس كما الهيكل يقع في قلب فلسطين.
من هنا نرى أن القراءة اليهودية للنشيد تعتبره نشيداً يتغنّى بالحب المتبادَل بين الرجل والمرأة والذي هو رمز الحب المتبادل بين الله وإسرائيل.
لا يذكر النشيد الله أبداً، لكنه يتأمل في تك 2/23-24 وملا 2/14 وفي نصوص الأنبياء الذين أشادو بحب الله لشعبه على صورة حب العروسين. إنه يصف الحب البشري كأنه غاية في حد ذاته في العمل الحسن الذي عمله الله (تك 2/23-24)، لذلك فهو يحتوي، عن علم واضح أو غير واضح، على عناصر الزواج الوثني المقدس، ولكنه ينزع عنها طابع الأسطورة نزعاً تاماً، ليبيّن في وصف الحب الجسدي الأصيل (مثل 2/16-17 و ملا 2/14) بلغة العهد، إن محبة الله لشعبه هي مثال كل حب.
إنه من أقرب نصوص الكتاب المقدس إلى الإنسان لأنه يتكلم عن الشيء الأشد أُنساً والأكثر شمولية وهو الحب الذي يتبادله الحبيب والحبيبة. وإذا وُصف بأنه قدس أقداس الكتاب المقدس فلأنه يصف حقيقة هذا الاختبار البشري التي يجسّدها اللقاء بين الرجل والمرأة، ليس فقط ليذكّر بجمالها وعظمتها فحسب، بل ليفتح من خلال هذا التذكير آفاقاً أوسع تكون على مستوى تاريخ الخلاص، فيجمع بجرأة لا تنثني بين ما هو الأكثر إنسانية وما هو الأكثر ألوهية، بين اختبار الحب البشري في حد ذاته واختبار حب الله لشعبه.
هكذا قرأ اليهود هذا الكتاب فرأوا فيه من خلال نشيد حبّ بين العروس وعريسها، بين الزوجة وزوجها، نشيد حبّ الله لشعبه وحبّ الشعب لربّه.
  رد مع اقتباس