عرض مشاركة واحدة
قديم 17 - 04 - 2013, 02:29 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المزمور الحادي عشر: الله ملجأ البائسين

القسم الثاني: ثبات البطل بالإيمان: ( 4- 6):
4 – الرب في هيكله المقدس. الرب في السماء عرشه: عيناه تبصران بني البشر وبطرفة جفن يمتحنهم:
v الرب في هيكله المقدس
نتساءل ماذا يفعل البار أمام هذا الهول الموشك أن يحلّ به؟ هو لم يحن قوسه مثل خصمه، ولم يهيّئ نفسه للقتال ولا ملأ جعبته بالسهام على مثاله، ولم يُعدّ في السرّ وسائل الهجوم. فسلاحه الوحيد ضد جميع أعدائه كان الثقة المطلقة بالله مخلصه، طلب ملجأ في الله الذي هو في السماوات ويملأ بوسعه كل شيء. "الرب يقيم في هيكله المقدّس. عرش الربّ هو في السماء".
كيف يجيب بإيجاز على هتاف العدو وصراخ الصديق؟ فيشير إلى العون الذي ينتظره، لقد وضع أمام الأسلحة الموجهة نحوه، ذاك الذي لا يحتاج إلى أيّ من هذه الوسائل الدفاعيّة... بل يفعل كل شيء بإشارة من مشيئته.
أي ثقة وأي إيمان يقدّم النبي الله كسند لا يُقهر، كأنه بداخله يصرخ : برغم كل ظواهر الهزيمة النكراء وبرغم اقتراب العدو لينهي حياتي، هناك قول آخر لعلكم لا تذكرونه فهو غير ساكن في قلوبكم ولا تعرفونه، هناك قوة أعلى تسندني وتراعني...
يبدو أن النبي قد باع القضية أو يمكن أن تكون الضغوط قد أثرت على قواه العقلية فلم يعد مدركاً لخطورة موقفه، لا يفكر فيما يحيق به من أهوال، ولا تبصر عيناه اقتراب انقضاض الخصم، ولا تسمع أذناه صراخ ونصيحة أحباءه الذين ينصحونه " اهرب"...
لقد انتقل بذهنه وعقله وقلبه إلى موضع آخر، إلى دنيا لا تُرى ولا تحس، ولا يدخلها سواه ومن سار مثله من الأبرار والصديقين السالكين سبله، الساكنين في طريق البر، العائشين تحت رعاية الله الأبوية، فلا يفارق عيونهم نوره... لقد ترك النبي ساحة المعركة الحامية الوطيس ونسي الأعداء المحيطين المتأهبين للانقضاض وتجاوز الحصار المادي وانتقل إلى الهيكل، حيث سُكنى الله بين البشر، يعرف انه هناك، حاضر، كم قابله والتقى به كم حادثه وناجاه، كم وقف بين يديه متضرعاً وكم قدّم من ذبائح ومحرقات...
  رد مع اقتباس