v "صفيت سبعة أضعاف":
اضطهاد للمساكين، يجعلهم يمحصون كلمة الرب في قلوبهم سبع مرات، ورقم سبعة يشير إلى الكمال، كما يشير إلى قول أشعياء عن روح الرب، روح الحكمة والفهم...(إشعياء 11: 2)وذلك:
1. بمخافة الرب. 2. بالصلاح.
3. بالمعرفة. 4. بالقدرة.
5. بالمشورة. 6. بالفهم. 7. وبالحكمة.
توجد إذاً سبع درجات للتطويب، صعد عليها الرب كما جاء في الموعظة على الجبل (متى 5: 3-9) فيما يُسمى "إنجيل التطويبات" وكأنها الأعمدة السبعة الرئيسية التي يقوم عليها الإيمان المسيحي، أما الطوبى الثامنة التي يقول فيها " طوبى للمضطهدين لأجل البر" فهي تصف تلك النار المطهرة التي يتحدث عنها داود النبي في هذا المزمور، نار الاضطهاد، إنها تلك النار التي تصهر معدن المؤمن وتصل به إلى هذا النقاء ... لذلك قالوا عن كلمات يسوع على الجبل" إنه يعلّم كمن له سلطان وليس كالكتبة والفريسيين" (متى 7 :29).
8– أحرسنا يا رب وانصرنا على هذا الجيل إلى الأبد:
قوة الرب عظيمة ولكلمته قدرة هائلة، فلا مجال للخوف أو القلق أو التوتر والجزع، الرب هو السيد والحارس "وإذا لم يحرس الرب المدينة فباطل يسهر الحراس" لذلك فبعد صرخة الاستغاثة الأولى، يصلي النبي بإيمان يقين بوجود الله في حياته ومعرفته بكل ما يحيط به من ظروف وأشخاص واثقاً من تدخله في ليخلصه وجميع الذين يعانون من الظلم ... يزداد المرنم فرحاً فيطلب لا مجرد تدخل طارئ وعابر وإن كان ساحقاً ماحقاً ... يطلب الحراسة أي أن يكون تحت نظر ذلك الحارس الجبار كل ساعات الليل والنهار، فهذا هو السبيل الوحيد لإدخال السكينة والسلام إلى قلبه المضطرب ...
9– فهم أشرار يجولون في كل ناحية فيما الرذيلة ترتفع بين الناس:
وهو إذ يطلب حراسة مستمرة، وعيناً ساهرة لا تغفل ولا تنام، يقدم مبررات هذا الطلب الغالي: أنا مسكين ضعيف وحيد خائف مختبئ، وهم أشرار أقوياء يتحركون بحرية ويعربدون بعجرفة ويسيرون في جماعات كثيفة تبغي على حقوق البائس والمسكين الذي ليس لي من معين أو ملجأ سوى الرب . وهكذا لحال فحيث قد انتشرت الرذيلة والفساد في المجتمع الذي يعيش فيه النبي فلم يعد بإمكانه وحده، الحفاظ على نفسه ومبادئه وتعاليم الرب وناموسه، سوى تحت الحماية الإلهية والحراسة المستمرة، ففي ظلهما يكون مطمئناً فيضجع في سلام لا يبالي بجيوش ملتفة حوله ولا جموع هائجة تبغي إهلاكه.
الأشرار مقاومون لأولاد الله في كل جيل وفي كل موقع في العالم حتى انقضاء الدهر؛ لذا تبقى كلمة الله مُخَلّصة لنا وحافظة إلى التمام. إن كان المنافقون قد التفوا حولنا من كل جانب، يسلطون ألسنتهم الشريرة ضدنا بخداع وعنف داخلي... تظل كلمة الله تقدم لنا وعوداً إلهية، تحول حياتنا إلى "تسبحة" مفرحة، نرى هنا خلاص الرب لعبيده وأنه سينجيهم في هذا الجيل وكل جيل وإلى نهاية الدهر رغم أن نجاح الأشرار المؤقت وسيطرهم "يتمشون من كل ناحية ويرتفعون".