القسم الثاني: إيمان وثقة بالله العادل الذي سيعاقب الأشرار ( 5- 6):
5 – إن الرعب يستولي عليهم.لأن الله مع جيل الصديّقين؟
بينما تطرأ كل علامات الاستفهام هذه في نفس المرنّم، وهو يراقب الجميع ويعرف مصيرهم، فإنه يؤمن تماماً أن الرب لن يصمت إلى الأبد أمام هذا التعدي والفساد. من هذه البديهية الإيمانية ينطق المرنّم: سوف يقوم الرب ويتحرك لحماية الأبرار فهو يحبهم ويرعاهم من جيل إلى جيل ولا يتركهم أبداً فريسة للأشرار ليقصوا عليهم. حتماً سيتدخل حينئذ سوف يستولي عليهم الهول ويرتعبون.
6- يستخفون بهموم المساكين، لكن الرب يحميهم.
الطغيان والبغي العسكري شيء وارد، فالميل إلى السيطرة والاستيلاء غريزة في البشر، ومنذ القدم جار القوي على الضعيف، وغزت جيوش الأقوياء مدن وقرى الضعفاء فاستولت عليها واستعبدت سكانها؛ أما الاستخفاف والاستهانة بما يعيش المساكين من ظلم واستعباد، وما يعانونه من هموم ، فهذا في حد ذاته قمة البربرية، ولن يقبل الرب هذاعلى الإطلاق، بل سيقوم وينتقم للمساكين، فهو الذي أعلن نفسه منذ القدم حامياً للضعفاء، أباً للأيتام، قاضياً وزوجاً للأرامل .