3 – ضلّوا كلهم وفسدوا جميعاً، وما من أحد يعمل الخير، كلا ولا واحد.
v ضلّوا كلهم وفسدوا:
مترادفان يوضــحان حجم الكارثة فالجميع ( يهوداً وأمماً) ضلوا وتاهوا عن الطريق المرسوم اليهود أولا باهمالهم ربهم ومخلصهم، إذ نسوا الشريعة وأهملوا الناموس وتركوا الرب وتبعوا آلهة أخرى وساروا في طريق الضلال والظلم والفساد. والوثنيون ببوحشيتهم زتعديهم؛ فسدوا جميعاً وأفسدوا الطبيعة الحسنة التي خلقهم الله عليها.
فساد جامع: تقييم الله للجنس البشري أنه ليس أحد بارًا، ليس من يطلب الله. وقد إقتبس القديس بولس هذا النص في (رومية 3: 10-12). "ليس بار ولا واحد، ليس من يفهم، ليس من يطلب الله، الجميع زاغوا وفسدوا معاً، ليس من يعمل صلاحًا ليس ولا واحد"، ليُثبت أن اليهود والأمم على حد سواء، جميعهم تحت الخطية. ليس الوثنيون فقط هم الخطأة بل كل البشرية. العالم كله مذنب أمام الله؛ وهذا يقودنا إلى فهم فساد الطبيعة البشرية بصورة عامة.
طبيعتنا البشرية في كلّيتها - التي مركزها القلب- تحتاج إلى تجديد. وكما نظر الله بغضب إلى بابل وسادوم وعمورة، ها هو ينظر من سمائه بعطف إلى صهيون، ليرسل إليها من يخلّصها فيعيش شعبها وهو ينعم بالبهجة والفرح.لأنه لن يرضى على الدوام عمنيسومون شعبه العذاب والضيق، سوف يأتي عليهم القصاص لأنهم استهانوا بشعب الله ورفضوا أن يصدّقوا أن من هاجم هذا الشعب هاجم الله، وأن الربّ ساكن وسط أحبّائه الذين فيه وحده يجدون الملجأ والملاذ.
v ما من أحد يعمل الخير ولا واحد:
كلمة "يطلب أو يفتش" جاءت بمعنى يستفهم (تث 13: 11)، أو يبحث (إر 29: 13)، أو يعتني (أي 3: 4) أو يهتم (تث 11: 12؛ 142: 4). فالأشرار لا يهتمون بالله ولا يلتفتون نحوه ولا يبحثون عنه ولا يطلبونه. وقد جاء الفعل المقابل لها "يجد" فالحكمة الحقيقية تقوم على طلب الله والعثور عليه. ، لكن الكل قد تدنس وإرتدفيما يشبه اتفاق فيما بينهم، زاغوا وفسدوا...
يتعجب المرنّم اليوم من وضع البشر جميعاً يهوداً ووثنين. يا للهول، الجميع بدون استثناء يصنعون الشر في عيني الله. اليهود جهلة كالوثنيّين، وهم جميعَاً خاضعون لسلطان الخطيئة. فالحدّ الفاصل بين الجاهل والحكيم، بين الوثنيّ واليهودي ، يكمن في العمل بموجب الشريعة. لذا فاليهودي يمكنه أن يكون كالوثني إذا أهمل الشريعة، والوثني يمكنه أن يكون يهودياً، إن عرف الله ومجَّده وشكره كإله (رومية 1: 21).
مثلُ هذا الوثني له شريعة مكتوبة في قلبه يعمل بها فيشهد له ضميره (رومية 2: 14- 15). أما اليهود فيقول عنهم: "بسببكم يُجدَّف على اسم الله بين الأمم". بل يؤكد الكتاب أنه سنكون هناك رحمة لمن لا يعرف "أما العبد الذي يعلم مشورة سيده ويفعل عكسها فإنه يضرب كثيراً" (لوقا).
v كلا ولا واحد :
لم يبق هناك أحد يصنع الخير، فلا استثناء من الخطيئة، التي بعدسقطة آدم سادت على البشر، ولم يعد هناك مجال للخلاص منها، وعجزت الشريعة والناموس عن ردع الناس عنها فأصبح الجميع لها عبيداً وسارت البشرية عن الرب بعيداً.