v في قلبه:
القلب أو الإنسان الداخلي هو الذي يكشف عما إذا كان المرء جاهلاً أم حكيمًا، قديسًا أم شريرًا؛ فقلب الإنسان، في الكتاب المقدس، هو مركز كل الصلاح أو الشرور، فيه يُقيم ملكوت الله أو يملك إبليس.
v لا إلـه:
نطقت الخليقة الجاهلة، وبدلاً من أن تُسبح خالقها، الذي ميّزها بالنطق دون الكائنات، راحت تقول ليس هناك إله، ما هذا التطاول؟... لم يعد تطاول الجاهل قاصراً على التفاخر بالشر والتعدي على الشريعة واختراق القانون والناموس ولا اكتفى بارتكاب الشرور وعمل المعاصي وفعل القبيح وافساد الأرض وسحق المسكين والبائس والفقير بل تعدى ذلك كله إلى إنكار وجود الله نفسه . فهل ينفي وجود الشمس إنكار أعمى؟.
v فسدوا :
الخير والصلاح هما سمة كل ما صنع الله من خلائق، فقد خلق كل شيء "حسناً". لكن الإنسان كخليقة فسد فأفسد نفسه والعالم وأخضعه لسلطان الشر باتباعه أفكاره وشهوات قلبه الشريرة وبأعماله التي تُفسد الطبيعة المباركة فدخل الفساد والموت إلى العالم وسيطر على جميع الخلائق بسبب خطيئته. كذا يشير النبي إلى دخول البابليين الهيكل المقدس وما واقترفوا من فظائع في حق الله وشعبه ففسدوا بما لقد يتجاوزوا حدود كل خيال.
v رجسوا بأعمالهم :
الرجس عند اليهود هو غير الطاهر وحسب ما نفهم من سفر اللاويين وغيره أن عبادة الأصنام والسحر ولمس الميت ولمس الأبرص أو الدم أو أكل ما ذُبح للأوثان وحتى الدخول إلى بيوت الوثنين أو السلام عليهم ينجس الإنسان الطاهر ويعتبر رجساً عند اليهود. فهذه الأعمال جميعاً تجعل اليهودي دنساً عليه أن يتطهر قبل الصلاة أو الدخول إلى الهيكل. والبابليون ليسوا فقط الأعداء، بل إن ديانتهم المملوءة بالأساطير وأعمال السحر تعتبر نجسة عند بني إسرائيل، فهم لا يعبدون الآلهة المتعدّدة فقط، بل يعيشون الباطل. ولقد تطاولوا على الله منذ القديم، منذ حاولوا أن يبنوا ذاك البرج المرتفع ليصلوا به إلى السماء (تكوين 11: 1). فأضاعوا وقتهم بل حياتهم في كبرياء لا فائدة منها.
v ما من أحد يعمل الخير :
تذكرنا هذه الآية بقصة الطوفان حين تطلع الله من السماء فلم يجد من يصنع الخير ورأى أن جميع الناس زاغوا وفسدوا "فندم الله لأنه خلق الإنسان" ( تكوين 8 )، ومع أن الله قد قطع مع نوح عهداً بألا يهلك الأرض ثانية، إلا أنه لا يمكن أن يظل صامتاً أمام فساد طغاة إسرائيل الذين يمتهنون اسمه القدوس ويسحقون شعبه المسكين ويمضغونه بأسنانهم كالخبز. لذلك دفعهم بغضب وأسلمهم بنفسه ليد عدو لا يرحم وسلط عليهم أمة غريبة.