17 - أرسل من عليائه وأخذني، وانتشلني من المياه:
تأملنا مظاهر خوف الكون من تدخل الرب في الآيتين 8-9 وشاهدنا مظاهر غضب الرب الرهيبة، في الآيتين 10-12 وتابعنا الوصف الاعجازي في أثنى عشر مشهداً لتدخل الرب الجبار، في الآيات من 12- 16؛ نصل الآن لوصف عملية الإنقاذ نفسها، فحتى في أشد لحظات غضبه، لا يُهمل الرب أحباءه، فإذا كان في اندفاع المياه والغيوم والبرد والمطر والريح خطر عليهم، فهو لا بتركهم للنيران الصديقة بل يرسل ملاكه فينجيهم من جميع شدائدهم، وهونفس ما عمله مع نوح في الطوفان، ولوط في إبادة سادوم وعامورة بالنيران، وردده يونان النبي في بطن الحوت، يؤكده داود اليوم. وإذ قد تجلى غضب الرب على الأشرار في اثني عشر مشهداً رهيباً فإن رحمته نحو الأبرار تتلخص في ثلاثة عناصر فقط تبدو قليلة لكنها وافية وشاملة وحاسمة:
Ø العنصر الأول: إنقاذ علوي من السماء: أرسل الرب من العلاء ليختطف النبي من بين جيوش العدو المحاصرة، وانتشله بيده كما يُنتشل الغريق من أمواج المياه المتلاطمة.ويستخدم النبي أفعالاً تتسم بطابع الحسم: أرسل- أخذ- انتشل، مما لا يدع فرصة لأي رد فعل للعدو.