16 - أعماق المياه ظهرت وانجلت أسس الكون من انتهارك يا رب، من هبوب ريح أنفك:
Ø المشهد الحادي عشر: استكشاف موقع المعركة: يستكمل النبي المقاتل وصف المعركة الرهيبة بين الخير والشر فعندما تتجلى قوة الله بإرادة التدخل، تنخرط الطبيعة كلها في خدمته، وها قد جاء الآن دور المياه، فالمعركة اليوم ليست جوية وبرية فقط، إنها أم المعارك، المعركة الشاملة براً وجواً وبحراً... لم تعد هناك أسرار وخفايا فحضور الرب يكشف عن كل خفي حتى أعماق البحار التي حسب الاعتقاد السائد حينها تخفي أساسات الكون كتعبير يونان في بطن الحوت الذي نزل به إلى أسس الكون ( يونان 3 ) لم يعد خفي إلا وانجلي حتى المخفي منذ الدهر، لأن الرب قام غاضباً ينتهر الأشرار ويخوض معركة النهاية ضد إبليس وأعوانه.
v من هبوب ريح أنفك :
Ø المشهد الثاني عشر: هبوب عاصف: الريح الخارجة من الأنف بقوة عاصفة كما ذكرنا إشارة إلى قوة وسرعة وشدة الحركة التي تدفع المقاتل أن يعبئ صدره بالهواء وينفثه بكل شدة، وإذا كان الشهيق من الأنف والزفير من الفم ، فالعكس هو ما يحدث هنا، في لحظات الغضب ينفث الرب من أنفه ريحاً رهيبة تجزع أمامها المياه والجبال والرياح والأرض والسماء .
الغريب في الأمر إلى الآن هو تجاوب السماء والأرض، الجبال والبحار، والضباب والسحاب والغيوم وحتى الكاروبيم والملائكة، واستمرار الإنسان في غيه.