13 -من البريق أمامه تفجرت الغيوم برداً وجمر نار:
Ø المشهد الثامن: انفجار الغيوم برداً وناراً: يزيد النبي تعمقاً وإبداعاً في وصف أجواء وتفاصيل تلك المعركة الرهيبة المزمعة الوقوع بين جيوش الطغاة وجبروت الله الذي نزل ليدافع عن الضعفاء والمظلومين الصارخين نحوه... كاروب الله الرهيب بسرعته وضوءه وحرارته، جعل الغيوم الداكنة الحبلى تنفجر مطراً... لقد حول الرب الغيوم إلى سلاح فتّاك يهلك فليس هذا النوع من المطر طبيعياً في ظروف وأجواء الشرق، فالبرد أصعب من المطر والثلج المتساقط، إنه عبارة عن حصى من الثلج يمكن أن يصل سمك الكرة منها إلى خمس سنتيمترات ويزيد، بحيث تشكل كرة البرد قذيفة موجهة مدمرة كالنار تماماً...
14 - أرعد الرب من السماء واسمع العلي صوته برداً وجمر نار :
Ø المشهد التاسع: الإرهاب بصوت الرعد: بدأت المعركة وافتتح الرب نزوله على الأرض المرتعدة أمامه والضباب الذي يفر من وقع أقدام كاروبه الرهيب، بصوت الرعد بديلاً عن البوق الذي يعلن عادة بدء المعركة.كثيراً ما أُستخدم صوت الرعد ليدل على حضور الله في الكتاب المقدس، ويعقب الرعد برق يشق السماء في صورة لهيب وبعده مطر رهيب ككرات البرد كقذيفة فيصيب كجمر وككرة من نار... وهذه كلها أسلحة طبيعية يستخدمها الرب في حربه الفتاكة ليعلن حضوره ومجده فيرعب الأعداء ويخلص أتقياء يطلبونه بقلوبهم.(خروج 9: 24-25؛ مزمور 78: 47-48؛ 105: 32؛ حجاي 2: 17).
15 - أرسل السهام فانتشرت والبروق فتطايرت بكثرة :
Ø المشهد العاشر: انتشار البرق كالسهام المتطايرة:في هجوم جوي يمهد للمعركة البرية تنتشر السهام محلقة وبكثرة تضيء لها البروق طريقها لتصل إلى أهدافها المحددة دون أن تخطئ هدفاً!!! حقاً لقد كان داود قائداً عسكرياً محنكاً يعرف أن المعارك تبدأ بسيل من السهام تبعثر صفوف العدو وتخلخل توازنه الدفاعي، نقبل ذلك في زمانه... أمّا أن يصف ما يُصنع في معارك القرن العشرين فهذا عجيب فكأنه يصف حرب أفغانستان أو العراق تبدأ بهجوم جوي يدمّر البنية الأساسية ثم تعقبه الجيوش البرية... والغريب أن تبدأ الحرب بأصوات وصفارات الإنذار الشديد وتُفتتح بطلعات جوية كثيفة تندفع قذائفها النارية الموجهة بدقة شديدة وبسرعة البرق إلى أهدافها الإستراتيجية المحددة... كيف له أن يصل إلى هذه الدقة العسكرية وكأنه كائن قادم من القرن الحادي والعشرين أو قائد القوات الأمريكية لتحرير الكويت. حتماً إن من أوحى بهذا الوصف التصويري الدقيق والعجيب هو روح الله الكلي القدرة وحده.