10 - أزاح السماوات ونزل منها، والضباب الكثيف تحت قدميه:
قام المقتدر، خرج الجبار، تحرك العلي من سماواته بعدما شاهد ظلم بعينيه وسمع صلاة البريء المظلوم وصراخه. في أربع مظاهر تابعنا رعب الطبيعة حين شعرت بغضب الرب، الذي تجلى بدوره في أربعة مظاهر. تعالوا نستعرض مشاهد حركة الله وعناصر تدخله لخلاص الإنسان وهي تتجلى في اثني عشر مشهد عجيب ورهيب:
v أزاح السماوات :
Ø المشهد الأول: إزاحة السماوات: عندما يقابل الإنسان ما يعيق تحرك سيره، يقوم بإزاحته من أمامه سواء كان هذا العائق شخصاً أو شيئاً. فما بالك بالجبار الساكن في الأعالي، السماء موضع عرشه والأرض وما فيها موطئ قدميه، ها هو في سبيل إنقاذ إنسان يصرخ، يزيح السماء ويطويها كرداء ليهبط على الأرض، غير عابئ بالمسافات ولا مبال بالهبوط ولا ملتفت إلى النجوم... ابنه يصرخ ألا يسرع لنجدته؟ لم يعد شيء يهمّ، لا سماء ولا أرض، لا علو أو انخفاض، لا بعد ولا قرب... ما أروع التعبير، يزيح الرب السماء وينزل مسرعاً لينقذ نفس تصرخ وقد سقطت في يد العدو! لماذا يتعجب البعض إذن من أن ينزل الابن الأزلي من السماء في ملئ الزمان متجسداً من عذراء، ليخلص البشر أجمعين من عدوهم الأبدي...
v والضباب الكثيف تحت قدميه:
Ø المشهد الثاني: دوس الضباب بقدميه: الضباب حاجز وعائق لكنه عند الرب وسيله، وهو يدوسه بقدميه علامة الجبروت والقدرة، فلا شيء يهم ولا حساب للوسائل والخطوات والمناهج والأدوات المهم لديه هو أن يلحق بابنه قبل أن يفترسه العدو. حتى ولو ركب على السماء والتحف بالضباب ووطئه ليصل إلى حيث ابنه الصارخ نحوه! الله الحاضر في كل مكان، تمتد أذناه إلى حيث يختبئ داود أبنه، وتبصر عيناه مكنونات الضمائر، وتصل قدرته إلى أقاصي الأرض، لا يحتاج إلى كل هذه المظاهر ليتحرك ويتواجد بقرب ملتمسيه، لكنه تصوير قلب الابن الذي يريد في هذه اللحظات بالذات أن يشعر بقوة أبيه ويريد أن يجسدها أمام الجميع، شهادة ودعماً لهم في لحظات الضيق وشديد التجارب.