4 - دعوت إلى الرب له الحمد ، فخلصني من أعدائي :
يتغير طابع التسبحة إلى شكل قصصي ويستمر هكذا حتى العدد التاسع عشر. بهدف تُقديم الأحداث في شكل طقسي كأحداث حاضرة. هكذا تدخل بنا الأحداث إلى خبرة الحضرة الإلهية الحالية وعمل الخلاص في ثوب تعبدي. هذا الهدف يوضح علّة استخدام صيغ أفعال مختلفة فيستخدم المرتل الماضي التام ثم الماضي الناقص على التوالي... ويستمر تغير الأفعال خلال المزمور بغية التعبير عن أن ما حدث في الماضي هو واقع تحقق في الماضي لكنه فعّال في الحاضر. يتذكر داود مسيرة فراره المريرة، يوم قام العدو يطلب نفسه ولم يجد غير الرب ملجأً وملاذاً، فدعاه فما كان من الرب سوى أن قدم لعبده الأمين، الحماية الكاملة والخلاص الشامل، الذي نقله من حالة الهرب والفرار إلى مرحلة الأمان والاستقرار، وقام الله نفسه بالقضاء على أعداءه وخلّصه منهم، لذا يمجده داود من كل قلبه، ويحمده، حتى قبل تحقق الخلاص. وفي ذلك عبرة، فحمد داود، يسبق عمل خلاص الرب كما يتبعه أيضاً.