ثانياً: تقسيم المزمور:
يختلف العلماء في كيفية ومعايير تقسيم المزمور يُقسّمه بعض الدارسين إلى صلاتين مستقلتين، إذ يرون أن الجزء الأول (1-30) يتناول نجاة الملك من خطر هائل؛ بينما يبدو أن الجزء الثاني (31-50) يغطي فترة زمنية أطول ويذكّر بعدة أحداث لا بحدث واحد، وقد رفض آخرون هذا التقسيم.
على كل حال، لن نتبع تقسيم المزمور إلى صلاتين مستقلتين فمع أن لكل جزء سمته الخاصة به، لكنهما يقدمان شهادة متكاملة لقوة الله الحيّ وثقة المرنّم وإيمانه بعونه وبركته، إنهما أشبه بمنارتين لكنيسة واحدة، حيث يمثل القسمان الرئيسيان منهجاً واحداً وقد أُستخدم القياس ذاته فيهما.
القسم الأول: صلاةشكر وثقة بالرب: (2 – 4):
2- أحبك يا رب يا قوتي يا مخلصي.
3 - الرب صخرتي وحصني ومنقذي إلهي صخرتي وبه أحتمي، وترسي وحصن خلاصي وملجأي.
4 - دعوت إلى الرب له الحمد ، فخلصني من أعدائي.
القسم الثاني: أهوال الجحيم وعالم الموت (5-7):
5 - حبائل الموت اكتنفتني وباغتتني سيول الهلاك.
6 - حبائل الموت أحاطت بي، وشراك الموت نصبت قدّامي.
7 - في ضيقي دعوت الرب وإلى إلهي صرخت، فسمع من هيكله صوتي وبلغ صراخه أذني.
القسم الثالث: معركة الرب وتدخّله العجائبي: (8- 28):
8 - فارتجت الأرض وارتعشت وتزعزعت أسس الجبال ومادت من شدة غضبه.
9 - تصاعد دخان من أنفه ونار آكلة من فمه وجمر متقد ولهيب.
10 - أزاح السماوات ونزل منها، والضباب الكثيف تحت قدميه.
11 - ركب على كروب وطار وحلق على أجنحةالرياح.
12 - جعل الظلمة والغيوم الداكنة ستراً حوله.
13 -من البريق أمامه تفجرت الغيوم برداً وجمر نار.
14 - أرعد الرب من السماء واسمع العلي صوته برداً وجمر نار.
15 - أرسل السهام فانتشرت والبروق فتطايرت بكثرة.
16 - أعماق المياه ظهرت وانجلت أسس الكون من انتهارك يا رب، من هبوب ريح أنفك.
17 - أرسل من علياءه وأخذني، وانتشلني من المياه الغامرة.
18 - نجاني من عدو لدود ومن مبغض أقوى مني.
19 - هاجموني في يوم بليتي وكان الرب سندي.
20 - أخرجني إلى الآمان وخلصني لأنه رضي عني.
21 - كافأني الرب لصدقي ولبراءة يدي جازاني خيراً.
22 - لازمت طريق الرب وما عصيت إلهي.
23 - أحكامه كلها أمامي وحقوقه لا تبتعد عني.
24 - كنت نزيهاً معه وحفظت نفسي من الإثم.
25 - فجازاني خيراً لصدقي ولبراءة يدي أمامه.
26 - رحيم أنت مع الرحماء وكامل أنت مع الكاملين.
27 - ومع الصالحين تكون صالحاً ومع المحتالين تطهر هيئتك.
28 - تخلص القوم الماكرين وتفض عيون المترفعين.