رابعاً: تطبيق المزمور:
*كيف عاش الرب يسوع هذا المزمور؟
لا يتكلّم المزمور عن المسيح بصورة مباشرة، ولكن كما يقول القديس أوغسطينس "المسيح الآتي يضيء على شخص ملك إسرائيل، إنه ترنيمة القيامة التي هي مجد يسوع المسيح المنتصر على أعدائه". والعنوان واضح إذ يحدثنا النبي عن المسيح الآتي منتصراً ويتغنى بالمستقبل في صيغة الرجاء. ويرى فيه كثير من آباء الكنيسة نبوة عن المسيح الخارج إلى المعركة ضد إبليس لأجل خلاص البشرية، ليقدم نفسه ذبيحة عن العالم كله.
فالجماعة اليهوديّة، وقد حُرمت من ملكها، انتظرت الخلاص على يد ملك جديد، ونحن شعب العهد الجديد، نستطيع أن ننشد هذا المزمور متطلّعين إلى المسيح ملكنا الذي خضعت له كل رئاسة وسلطة وقوة (1 كورنثوس 15: 24). وحين نتلو الصلاة الرّبيّة فنقول: "ليأت ملكوتك"، ننتظر يوم يضع يسوع جميع أعدائه تحت قدميه، لنملك معه ونشاركه في وليمة النصر (رؤيا 19: 15- 18). لذلك تصلي الكنيسة - كهنة وشعبًا – وتجاهد تعمل لأجل خلاص البشرية جمعاء.
- مر الرب يسوع في خلال حياته على الأرض بأوقات حزن وضيق، فحولها جميعاً إلى أوقات صلاة عميقة واتحاد فريد بأبيه السماوي، "وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة، وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض، وظهر له ملاك من السماء يقويه" (لوقا 22: 43-44) وهكذا انتصر فتمم خلاصنا.
- بتقديسه لاسم أبيه السماوي قدم ذاته ذبيحة، فقدس بدوره الكنيسة التي هي جسده السري غير المنظور وهي تجد يقينها في تأمل حياته وآلامه وانتظار خلاصه بمجيئه في مجد عظيم.
- فليلبي الرب طلبة قلبك: تحقق في حياة الرب يسوع وبعد موته ما صلى من أجله وطلبه بإلحاح من أبيه "أحفظهم بحقك" فحفظه الله وحفظ كنيسته، ولم يلبي طلبة الذين صلبوه ليقضوا عليه ويهلكوه ويبيدوا اسمه، فبينما بل تحقق العكس تماماً لأن ثمرة الطاعة عظيمة، لذا أطاع فقدم حياته، فصار كحبة الحنطة التي " إن لم تمت فلن تأت بثمر". ( يوحنا 12: 14).
- بتهج قلبي بخلاصك: يلبي الرب ليسوع صلاته التي يرفعها حين كان على الأرض وبالأكثر شفاعته الخلاصية التي يرفعها عنا في السماء. ونحن كذلك سنفرح ونتهلل ونبتهج بالخلاص من سلطان الموت علينا عبر قيامة فادينا "فأين قوتك يا موت وأين غلبتك يا هاوية". ونجد فرحنا وابتهاجنا في اسمهالذي به نغلب ( مزمور 19: 6).
- أعرف اليوم أن الرب خلص مسيحه: يعرفنا النبي بالروح أن الرب يخلص مسيحه ويستجيب له ويؤيده بالروح القدس (أعمال 2) ففي يمينه قدرة الخلاص وقدرتنا تنبع من يمينه المخلصة. لأنه باطل هو خلاص البشر وممتلئون بالشر كل البشر الذين يجدون خلاصهم في الخيرات الأرضية.
- في يوم شدتك: يوم الشدة هو اليوم الذي فيه حمل يسوع الصليب لأجل خطايانا، محتملاً موت الصليب، لأجلنا. لقد اجتاز ربنا يسوع هذا اليوم، ومات ودُفن في القبر، وقام ، وصعد إلى السموات، لكي يهبنا شركة مجده... هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، إنه يوم شدة، لكنه مصدر فرح وبهجة