- يُرسل لك من مقدسه نصراً، ويُشدد ساعدك من صهيون:
كان هيكل أورشليم المبني على جبل صهيون، ومازال إلى اليوم، برغم تحطمه واختفاءه مادياً، محطّ أنظار اليهود وكل من يطلبون الرب. وفي صلاة ُسليمان الملك يوم افتتاح الهيكل خير تعبير عن ذلك (ملوك الأول 8: 54-61): "... ليكن الرب إلهنا معنا كما كان مع آبائنا...ولتكن صلاتي إلى الرب إلهنا قريبة منه نهاراً وليلاً، حتى يستجيب لحاجة عبده وحاجة بني إسرائيل شعبه، كل يوم في يومه، لتعلم جميع شعوب الأرض، أن الرب هو الإله ولا إله غيره" ويضيف (33-34):" وإذا انهزم بنو إسرائيل شعبك أمام أعدائهم بسبب خطيئتهم إليك، ثم تابوا إليك واعترفوا باسمك وصلوا إليك وتضرعوا في هذا الهيكل، فاسمع من السماء واغفر خطيئتهم وردهم إلى الأرض التي أعطيتها لآبائهم." وفي الآيات 44-45 يقول: "وإذا خرج شعبك لمحاربة أعدائهم، وفق مشيئتك، وصلوا إليك جهة المدينة التي اخترتها والهيكل الذي بنيته لاسمك، فاسمع من السماء صلاتهم وتضرعهم وانصر حقهم"
بل يطلب سليمان العون نفسه لكل من يلجأ إلى الله في هيكله المقدس حتى الغرباء إذ يقول في الآيات (41-43): " وكذلك الغريب الذي لا ينتمي إلى إسرائيل شعبك، إذا جاء من ارض بعيدة من أجل اسمك... وصلى في هذا الهيكل، فاسمع من السماء من مقامك، واعمل بجميع ما يلتمس منك هذا الغريب، ليعرف جميع أمم الأرض اسمك ويخافوك مثل شعبك إسرائيل..."
يرسل الله عونه من صهيون، ويكون مع ملكه في الهيكل حيث تتمّ حفلة التتويج، ويكون العون مثلّثًا:
*عون إله يعقوب والآباء،
*عون إله داود وذرّيته،
*عون إله الهيكل.
هكذا تتضح أهمية هيكل أورشليم وفاعليته في حياة المرنّم وشعبه، لاسيما في أوقات الشدة والضيق، إذ يكفي أن يرفعوا إليه عيون قلوبهم، ويطلبوا بإيمان وثقة من رب هذا الهيكل ما يشاءون فيكون لهم.وهكذا يؤكد الشعب لملكه : أيها القائد، لقد مثلت في بيت الله عابداً، صليت وسجدت منتظراً بركته، فلابد أن تجيئك البركة من مقدسه. إن كان الشعب يصلي لأجل مساندة الملك في حربه، فإن الله القدوس يقدّم له عونًا من خلال مَقدسه أو من خلال تابوت العهد، كتجاوب وتحقيق لوعده الإلهي وميثاقه مع شعبه المقدس المحبوب لديه. بقوله: "ومن صهيون يعضدك" يؤكد الوحي الإلهي دَوْر الجماعة المقدسة، وفاعلية صلواتها.