عرض مشاركة واحدة
قديم 13 - 04 - 2013, 05:56 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,349,310

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المزمور العشرون: ترنيمة فرح

ثالثاً: تفسير المزمور:
القسم الأول: صلاة توسل ( 1- 5):
1 - - يُعينك الرب يوم الضيق. يرفعك اسم إله يعقوب.
المرنّم الذي ذاق الألم، ويعرف المعاناة، ويقدّر معنى الشدة والأزمات، وصعوبة كل شيء في وقت الضيق حتى الصلاة نفسها؛ يطلب من إخوته في وقت الشدة الصلاة معه ولأجله ويركز على هذه اللحظات التي تُظهر المعدن الحقيقي للإيمان، كأنه يطلب من كل إنسان في شدة، أن يلجأ إلى الله، فهو وحده الناصر.
*يرفعك اسم إله يعقوب:
كثيراً ما تختلف أسماء الله وتتعدد، لكنها في كل مرة تُستخدم للإشارة إلى موضوع بالذات ودور محدد، فحين يُذكر مثلاً باسم رب الجنود أو الجيوش أو القوات فللإشارة إلى قوته، وحين يُذكر رب السماوات فللإشارة إلى سموه وترفعه، فالاسم إذاً يدل على صفات الشخص المذكور، فلماذا يذكر هنا إله يعقوب؟
نعرف أن الله " يهوه" هو الإله العامل والفعال في التاريخ، تاريخ شعبه وتاريخ البشر، ويقول عنه يعقوب: " استجاب لي في يوم ضيقي، وكان معي في الطريق الذي ذهبت فيه" ( تكوين 35: 3)، ولابد أن إله يعقوب سيفعل الشيء نفسه مع الملك ومع شعبه وأمّته، فهو إله العهد الذي وعد يعقوب ونسله بالبركة والخلاص والنجاة من أيدي أعدائهم، ولابد أن يحقق وعوده. ولما كان إبراهيم يمثل "الأبوة" وإسحق "الطاعة" ويعقوب "الصراع" فإن نصر الله لا يتحقق مجانًا وبسهولة دون مجهود يبذل، إنما يعمل الله يعمل فيمن يُجاهد ويصارع ويقاتل؛ فهو لا ينصر المتراخين والمتهاونين في حياتهم... إنه إله كل يعقوب مصارع!.
تُفيد الإشارة إلى إله يعقوب في التذكير باختيار إسرائيل وأمانة الله لهذا الاختيار وهي هنا إشارة مزدوجة:
*إشارة إلى حياة يعقوب الحافلة بالصراع من مولده إلى مماته لدرجة أن صارع الرب ذاته: فمنذ مولده ممسكا بكعب أخيه عيسو، عبورا بصراعه معه على البكورية، ومرورا بسرقته لبركة أبيه الشيخ الضرير مدفوعاً من أمه، إلى هروبه عند خاله لابان، وحلمه الغريب الذي صارع فيه ملاك الرب إلى الصباح، وزواجاته الأربع، وصراعات أبناءه فيما بينهم وكرههم ليوسف أخاهم... وأخيرا بموته غريباً في أرض مصر موصياً بعظامه عندما يعود الرب فيتذكر عهده مع ابراهيم ونسله....
*هو إشارة كذلك إلى وقوف الله بجانب يعقوب وتفضيله له عن سائر الناس، ودعمه المستمر لمسيرته وإنقاذه من كل ما مر به من أهوال وتحقيقه لكل ما وعده به، فقد صار أبو الأسباط وأعظم شخصيات الكتاب.
ويقصد المرنّم هنا كلا المعنيين، فإله يعقوب هو الذي يحمل مختاريه ويجتاز بهم الأهوال والمخاطر دون أن تُمس شعرة من رؤوسهم. (تكوين 25-48) كما أن استخدام هذا اللقب يؤكد لشعب الله أنه مهما عانى من صعاب فلن تفوق ما مر به يعقوب، ومهما حاق به من مخاطار فسينقذه من أنقذ يعقوب
  رد مع اقتباس