في إنجيل متى :
يتبلور هذا الإنجيل حول فكرة تكامل العهدين القديم والجديد في شخص وأعمال يسوع المسيح الذي يكمّل ويتمّم العهد القديم (مت 17،5) .
يظهر ذلك من خلال نسب يسوع لداود الملك (1،1-17/23،12/22،15...) وولادته من عذراء (23،1) في بيت لحم (6،2) وإقامته في مصر (15،2) ثم في الناصرة (23،2) وكفرناحوم (14،4-16) ودخوله إلى أورشليم على أتان (5،21)...كذلك أعماله ، أعاجيبه وكلامه تظهر كتتميم لانتظارات العهد القديم ونبؤاته وتكفي العودة للمراجع المذكورة في الكتاب المقدس على هامش الصفحات للدلالة على ذلك.
حتى آلام المسيح تظهر من خلال هذا الانجيل كتميم لنبؤات سابقة : مقتل أطفال بيت لحم (16،2-18) ، حمل العاهات (17،8)، خيانة التلاميذ (31،26)...
كل هذا دلّّّل عليه العهد القديم وخاصة أشعيا والأنبياء الذين حذّروا من الغرق في الإيمان السطحيّ الطقسيّ على حساب ديانة القلب المعتمدة على الإيمان. وهنا نفهم تشديد يسوع في الخطبة الكبرى على التكامل بين العهدين لا على أساس الطقس بل على أساس محبة حقيقية وعميقة لله وللقريب، تتّكل على نعمة الله بدرجة أولى ثم على التجاوب الإنساني مع هذه النعمة : مثل الزارع، مثل حبة الخردل ، مثل الخميرة (الفصل 13) .
وعليه يعتبر هذا الإنجيل المسيح :
ابن الله المولود من عذراء مفتتح الخليقة الجديدة (33،14/16،6/...)
المسيح الملك ابن داود الذي يبدأ معه الملكوت الجديد ، ملكوت السماوات (14 جيلاً في النسبة...)، الذي هو أيضاً نهاية الأزمنة (الفصول 24-25)
موسى الجديد الذي يفعّل ويحيي الشريعة لتصبح من جديد طريقاً للحياة (الفصول 5-7)