يتوقّف هنا الكاتب على وصف "ابن الإنسان" أي الرب يسوع. وهو يرتدي ثوب الكهنوت ويشدّ وسطه بزنّار الملك. رأسه وشعره أبيضيين علامة الخلود والالوهيّة. "عينيه كلهيب نار"، والعين هي الروح القدس الذي يعطي المعرفة. "رجلاه أشبه بنحاس خالص منقّى بنار أتون": صورة ترمز إلى الثبات Stabilité عكس صورة الإمبراطورية الرومانية صاحبة الرأس الكبير ورجليها من خزف علامة عدم الثبات. "صوته كصوت مياه غزيرة، عذب و ناعم. يده اليمنى تدلّ على اليد العاملة، الخالقة وهي تمسك الكنائس علامة عمل الرب فيها وتثبيته لها. "من فمه خرج سيف مرهف الحدّين"، وهو يدلّ على كلمة الله التي تدخل إلى أعماق النفس. "وجهه كالشمس تضيء في أبهى شروقها"، وجه جمال، وجه نور وهو النور.
هذه هي صورة الإله الآتي إلينا: كاهن – ملك – له القدرة والعزّة والمعرفة وهو النور الذي سيشرق في الظلمات. هذا هو الوصف المبطّن لشخص يسوع المسيح.
V"فلَمَّا رَأَيتُه ارتَمَيتُ عِندَ قَدَمَيه كالمَيْت، فوَضَعَ يَدَه اليُمْنى علَيَّ وقال: لا تَخَفْ، أَنا الأَوَّلُ والآخِر" (1/17)
"أَنا الحَيّ. كُنتُ مَيتًا وهاءَنَذا حَيٌّ أَبَدَ الدُّهور. عِنْدي مَفاتيحُ المَوتِ ومَثْوى الأَموات". (1/18)
رأى يوحنّا وجه "ابن الإنسان"، ومن يستحق ّ أن يراه؟ فلمّا رآه ارتمى "على قدميه كالميت". هذا هو موقف كلّ من عاش خبرة روحيّة حقيقية وعميقة مع الرب. أشعيا عندما رأى مجد الله قال: إرحمني يا ربّ، أنا خاطئ، شفتاي خاطئتان، أنا أعيش ضمن مجتمع خاطئ. فأرسل الله جمرة ولمس شفاهه. وهنا "وضع الله يده اليمنى" عليه، شدّده وقال له : "لا تخف". لا تخف": هذه العبارة الأكثر ترداداً في الكتاب المقدس. ولم الخوف؟ إذا كان الله هو الأوّل والآخر، هو الألف والياء؟ هو معي، بجانبين في حاضري ومستقبلي. بيده كلّ شيء، حتى مفاتيح " الموت ومثوى الأموات".