v"ومِن لَدُنِ يَسوعَ المسيحِ الشَّاهِدِ الأَمين والبِكْرِ مِن بَينِ الأَموات وسَيِّدِ مُلوكِ الأَرْض لِذاكَ الَّذي أَحَبَّنا فحَلَّنا مِن خَطايانا بِدَمِه" (1/5)
"يسوع الشاهد الأمين"، وهو الإبن الذي شهد للآب ويخبرنا عنه، وهو الذي ذهب إلى أقصى حدود الشهادة والأمانة. يسوع "البكر من بين الأموات" وهو الذي قام من بين الأموات. يسوع "سيد ملوك الأرض". يسوع هو "ذلك الذي أحبّنا" و"حلّنا من خطايانا بدمه".
v "وجَعَلَ مِنَّا مَملَكَةً مِنَ الكَهَنَةِ لإِِلهِه وأَبيه، لَه المَجدُ والعِزَّةُ أَبَدَ الدُّهور. آمين. (1/6)
ترجع هذه الآية لتضعنا في الإطار الليتورجي لهذه الرسالة. فالجماعة هي الشعب الكهنوتيّ، الملوكيّ والنبويّ الذي يكهن ويصلّي ويحتفل بالأسرار.وهي الجماعة نفسها التي تجيب: "له المجد و العزة أبد الدهور آمين."
v"هاهُوَذا آتٍ في الغَمام. ستَراه كُلُّ عَينٍ حَتَّى الَّذينَ طَعَنوه، وتَنتَحِبُ علَيه جَميعُ قَبائِلِ الأَرض. أَجَل، آمين." (1/7)
"ها هوذا آتٍ" هكذا تبدأ الرسالة وهكذا ستنتهي. ها هو الربّ آتٍ، فلماذا الخوف؟ ولماذا الارتباك؟ الكلّ سيراه "حتّى الذين طعنوه". الكلّ سيرى ابن البشر الذي سيأتي " في الغمام"، وهو رمز لحضور الله بين شعبه. الكلّ سيرى والكلّ سيفهم، ومنهم من سيندم على ما فعله من سوء تجاهه. فتجيب الجماعة: "أجل آمين".
v"أَنا الأَلِفُ والياء": هذا ما يَقولُه الرَّبُّ الإِله، الَّذي هو كائِنٌ وكانَ وسيَأتي، وهو القَدير" (1/8)
v"أَنا، أَخاكم يوحَنَّا الَّذي يُشارِكُكم في الشِّدَّةِ والمَلَكوتِ والثَّباتِ في يَسوع ، كُنتُ في جَزيرَةِ بَطمُس لأَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ وشَهادَةِ يَسوع" (1/9)
من يكتب الرسالة هو إنسان يشارك الجماعة في الشدّة والضيق، فهو يعاني ما تعانيه من الآلام. لقد عانى الإضطهاد والنفي لأجل "كلمة الله وشهادة يسوع". على أنّه في محنته يرجو الملكوت، وهو ما يبغي أن يشاطره لإخوته في الجماعة. فينكبّ على تشديد "ركبهم المرتخية"، على تثبيتهم في "يسوع" المسيح نفسه.
v"فاختَطَفَني الرُّوحُ يَومَ الرَّبّ، فسَمِعتُ خَلْفي صَوتًا جَهيرًا كَصَوتِ البوقِ" (1/10)
يَقول: "ما تَراه فأكتُبْه في كِتابٍ وأبعَثْ بِه إِلى الكَنائِسِ السَّبعِ الَّتي في أَفَسسُ وإِزْمير وبَرغامُس وتِياطيرة وسَرْديس وفيلَدِلْفِيَة واللاَّذِقِيَّة". (1/11)
وفي هذه الآيات دلالة على الإلهام الروحيّ الذي حثّ الكاتب على كتابة رسالته الى الكنيسة جمعاء.
"فالتَفَتُّ لأَنظُرَ إِلى الصَّوتِ الَّذي يُخاطِبُني، فرَأَيتُ في التِفاتي سَبعَ مَناوِرَ مِن ذَهَب " (1/12)
كتابة شاعرية تنظر الصوت الذي يخاطب في وسط المنائر السبع وهي ترمز الى الكنيسة الجامعة وفي وسطها يسوع المسيح نفسه.
v"وبَينَ المَناوِرِ ما يُشبِهُ ابنَ إِنْسان، وقد لَبِسَ ثَوبًا يَنزِلُ إِلى قَدَمَيه وشَدَّ صَدرَه بِزُنَّارٍ مِن ذَهَب. 14وكان رَأسُه وشَعرُه أَبيَضَينِ كالصُّوفِ الأَبيَض، كالثَّلج، وعَيناه كلَهَبِ النَّار،15ورِجْلاه أَشبَهُ بِنُحاسٍ خالِصٍ مُنَقَّى بِنارِ أَتُّون، وصَوتُه كصَوتِ مِياهٍ غَزيرة. 16وفي يَدِه اليُمْنى سَبعَةُ كَواكِب، ومِن فَمِه خَرَجَ سَيفٌ مُرهَفُ الحَدَّين، ووَجهُه كالشَّمسِ تُضيءُ في أَبْهى شُروقِها".(1/13-16)