2) سؤال:
نحن مضطرين إلى الاعتراف بأن هذه الرؤية بعيدة جدا عن تعاليم يسوع: "أحِبّوا أَعداءَكُم، وصَلّوا لأجلِ الَّذينَ يضْطَهِدونكُم... فتكونوا أبناءَ أبيكُمُ الَّذي في السَّماواتِ" (متى 5: 44 - 45)
إذا كان الكتاب المقدس "كلمة الله" بأجمعه فما هي صورة الله الحقيقية؟
21 - علينا أن نعلن أولا دون تردد أن العهدين - القديم الجديد - يكلما عن نفس الإله.
22 – لا ننسى أن نجد أيضا في العهد القديم صفحات تثير الإعجاب عن الله الصالح والحنون والرحيم! "الرّبُّ حنونٌ رحيمٌ، بطيءٌعنِ الغضَبِ وعظيمُ الرَّحمة.الرّبُّ صالِحٌللجميعِ،ومَرِاحمُهُ علىكُلِّما خلَقَ. (المزمور 145: 8 – 9)
23 – عندما يتكلم الكتاب المقدس عن "غضب الله", لا يعني هذا أن الله ينفعل (سيّء المزاج)! نلاحظ أن الكتّاب المقدسين يستخدمون هذا التعبير كلّما يظهر خطر يهدد خطة الله لخلاص البشر وسعادته. فيشيرون إلى أن الله لا يتحمل رؤية آلام الإنسان فيلفت انتباهنا إلى هذه الأخطار والتحديات.
24 – عندما نؤكّد أن الكتاب المقدس "يكشف الحقيقة عن الله" نقصد الكتاب المقدس بأجمعه وليس أية آية أو أي قصة على الانفراد. في فهم ذلك, يمكن أن تساعدنا المقارنة بمباراة رياضية: يحصل مرارًا أن فريق كان مهزوما (0 – 1) في نصف المباراة يصير منتصرا (2 – 1) أو (3 – 1) في آخر المباراة! فيجب انتظار الصفارة الأخيرة للتأكد من "حقيقة" النتيجة!
25 – إذًا يجب أن نأخذ الكتاب المقدس بأجمعه لمعرفة صورة الله الحقيقية, مع العهد الجديد الذي يكشف لنا رسالة يسوع المسيح, ابن الله الوحيد, الذي قال: "مَنْ رآني رأى الآبَ", "أنا والآبُ واحِدٌ", ومتى جاءَ المُعَزِّي (الروح القدس)الذي أُرسِلُهُ إلَيكُم مِنَ الآبِ... يَرشَدَكُم إلى الحَقِّكُلِّهِ".(إنجيل يوحنا)
26 – يسوع هو الذي يكشف حقيقة الله الكاملة. فيمكن لنا القول بأنه قد أُغلق باب الوحي نهائيا في نهاية العهد الجديد.حتى إذا لا يزال الله يكلم الناس في عصرنا فيتمّ ذلك من خلال كلمة يسوع المسيح الذي وحده يقول الحق.
27 – لا يلغى يسوع شهادة كتّاب العهد القديم بل يُكملها (أي يقودها إلى الكمال) كما يقوله مرارًا: "لا تَظُنّوا أنّي جِئتُ لأُبطِلَ الشَّريعَةَ وتَعاليمَ الأنبياءِ: ما جِئتُ لأُبطِلَ، بل لأُكمَّلَ (متى 5: 17) - "سَمِعتُم أنَّهُ قِيلَ لآبائِكُم... أمّا أنا فأقولُ لكُم".
قد ألهم الروح القدس هؤلاء الكتّاب وكشف لهم صورة الله الحقيقية, ولكن لا يفهموا كلمة الله إلاّ بصورة ناقصة, جزئية, وغير كاملة, بعقلية عصرهم. من الطبيعي أن يروا في هذه المحنة أو هذا المرض عقابا من الله. لا يفهموا إلاّ تدريجيا أن الله لا يعاقب الإنسان بل الإنسان هو الذي يعاقب نفسه عندما يبتعد من الله.