2) القراءة العلمية
...التي تأخذ بعين الاعتبار دراسات العلماء المتخصصين بالنصوص الكتابية, مع "مفاتيح القراءة" المختلفة:
× المفردات: من الضروري معرفة معنى بعض الكلمات والتعبيرات (هذا صحيح في كل لغات الدنيا!) فتكثر في الكتاب المقدس الصور والرموز. على سبيل المثال: العمود من السحاب أم من النار - "وكانَ الرّبُّ يسيرُ أمامَهُم نهارًا في عَمودٍ مِنْ سَحابٍ ليَهديَهُم في الطَّريقِ، وليلاً في عَمودٍ مِنْ نارٍ ليُضيءَ لهُم." (الخروج 13: 21), - الصخرة: "الرب صخرتي" (المزمور 18: 3), - اليد: " نزَلَت عليَ هُناكَ يَدُ السَّيِّدِ الرّب" (حزقيال: 8, 1), - الظلام والنور: "فصل الله بين النور والظلام" (التكوين 1, 3), هكذا "البحر", "الجبل", "الثوب الأبيض", الأرقام: 3, 6, 7, 12, 40... الخ...
× الأسلوب الأدبي: أسطورة, صلاة, مَثَل, تشريع, رؤية, تاريخ...
× المحيط الأدبي: ما الذي يسبق النص وما الذي يعقبه؟
× الإطار التاريخي: بالنسبة للعصر المذكور, أم العصر الذي كُتب فيه النص: العادات, التقاليد...
× التفاصيل في وصف الأشخاص, الأماكن, الأزمنة...
× التحولات والانتقالات: ماذا يتسبب فيها؟ ما هي العقبات التي تمّ تجاوزها؟
إذا كانت تلك الدراسة ضرورية للاقتراب بالمعنى الدقيق لأي نص من الكتاب المقدس إلا إنه لا يمكن أن نكتفي بهذه الدراسة العلمية كما يحدث في المدارس والجامعات مع أي نص أدبي آخر: وإن كانت هذه الطريقة تُرضي المنطق, إلاّ أنّها لا تُرضي الروح لأنها تسعى لجعل من الكتاب المقدس مجرد "بقايا الماضي" أو "متحفا للآثار"!.