عرض مشاركة واحدة
قديم 24 - 03 - 2013, 01:58 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 43,931

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التجربة على الجبل ( البابا شنوده الثالث )

لك أعطي هذه كلها

الشيطان يدعي دائمًا أن في يده شيئًا يمكن ان يعطيه، وان يغري به!

وهل حقًا كانت في يده كل ممالك الأرض ومجدها، وكان بإمكانه أن يهبها لشخص ما، أيًا كان؟! والسيد لم يناقش معه في النقطة، كما لم يناقش سابقاتها. من المعروف أن الشيطان يكذب. والكذب هي أحد وسائلة. وقد قال عنه الرب انه كذاب وأبو الكذاب (يو 8: 44). وهو قد كذب حينما أغري أبوينا الأولين. وهو يكذب أيضًا في أدعائه انه سيعطي..

الشيطان لا يعطي أبدًا وإنما يأخذ، أو يأخذ أكثر مما يعطي!

يعد ان يعطي ممالك الأرض ومجدها، لكي يأخذ التجرد والقناعة.

يعطي متعه الجسد. وفي الواقع انه يسلب متعة الروح. يعدك ان يعطيك العالم، لكي يسلبك قلبك وأبديتك. وأحيانًا لا يعطي شيئًا علي الإطلاق، وغنما كل ما يقدمه هو ا"لأماني الكاذبة وأحلام اليقظة.

وحتي أن كان يعطي، نحن لا نقبل أن نأخذ شيئًا من يد الشيطان. الإنسان الروحي لا يأخذ إلا من يد الله..

ذلك لأن "كل عطية صالحة وكل موهبة تامة، هي نازلة من فوق من عند أبي الأنوار" (يع 1: 17). أما عطايا الشيطان فهي مرفوضة، لأنها تضيع من يأخذها كما حدث مع لوط. فقد أخذ الأرض المعشبة، التي كانت تبدو في عينية كجنة الله. كأرض مصر (تك 13: 10). وكانت نهايتها الضياع!! وأيضًا: الشيطان لا يعطي مجانًا.

إنه يشترط شروطًا معينة يسلب بها الملكوت، لأنه قد حرم من هذا الملكوت، لذلك يحسد كل المتمتعين به. وهدفه الأول هو سبي الروح وإخراجها من محبتها لله... وفي تجربته للمسيح جاوز اللامعقول

فقال في جرأة لا يصدقها أحد "إن خررت وسجدت لي"! ولعله كان يعرف تمامً أن هذا العرض مستحيل. ولكن بما إذ استشعر الهزيمة في كل تجاربه، لم يشأ أن يخرج منها مهزومًا بدون إنتقام فليقل ولو كلمه إهانة! والإهانة لا تصيب من يسمعها، بل هي في حقيقتها إهانة لمن يلفظها.

ولذلك انتهره الرب قائلًا "اذهب يا شيطان" فذهب مدحورًا في خزي...

وهكذا كان الرب منتصرًا علي طول الخط في كل تجارب الشيطان. وكانت كل تجربة لها الرد الحاسم من آيات الكتاب وأعطانا الرب قدوه صالحه في حياة الانتصار، كما قدم للآب أمثله من البشرية الطاهرة، إذ الكل قد أخطأوا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وفي نفس الوقت أظهر للشيطان كم هو فاشل في تجاربه. ونحن نصلي قائلين للرب:

كما هزمت الشيطان في كل تجاربه، اهزمه أيضًا في حروبه لنا. لأننا بدونك لا نقدر ان نفعل شيئًا. وكما مجدت طبيعتنا البشرية بتجسدك واعطيتها روح النصرة في كل تجاربك كذلك قدنا معك في موكب نصرتك (2 كو 2: 14). وكما انتهرت الشيطان فذهب، كذلك قل له أيضًا في تجاربنا: اذهب يا شيطان...
  رد مع اقتباس