عرض مشاركة واحدة
قديم 22 - 03 - 2013, 07:22 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,310,513

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المزمور السادس عشر: الرب كفايتي وفرحي

ثالثاً: تفسير المزمور:
القسم الأول: صلاةثقة وفعل إيمان: اللّهماحفظني،بكاحتميت ( 1- 2):
1 -دعاء لداود، احرسني يا رب، فبك احتميت:
v دعاء لداود:
ممايثبتأنداودهوواضعهذاالمزمورماوردفيعنوانه؛وماجاءعلىلسانالقديسبطرسالرسولفييومالخمسينبخصوصقيامةالربإلهنا: " لأن داود يقول فيه: رأيت الرب معي في كل حين...وجسدي يرقد على رجاء لأنك لا تترك نفسي في عالم الأموات ولا تدع قدوسك يرى الفساد" (أعمال25:2-28)وفي الآية 31 يستكمل القديس بطرس كلامه: "رأى داود من قبل قيامة المسيح وتكلم عليها فقال: ما تركه الله في عالم الأموات ولا نال من جسده الفساد" (أعمال 2: 31)؛وأيضاًماأعلنهالقديسبولسفيحديثهإلىأهلأنطاكية: ولذلك قال في مزمور آخر في إشارة واضحة إلى هذا المزمور:" لن تترك قدوسك يرى الفساد. لكن داود، بعدما عمل بمشيئة الله رقد ودفن بجوار آبائه فرأى الفساد.وأما الذي أقامه الله فما رأى الفساد" (أعمال13:35-37). وهكذا يؤكد هامتا الرسل أن المزمور لداود وأنه يتحدث عن الرب يسوع في نبؤة ميسانية واضحة المعالم جلية القسمات.
v أُحرسني يا رب فبك احتميت:
بداية جميلة، يطلب النبي فيها من الرب أن يكون حارساً له : حارساً لشفتيه، حارساً لقلبه، حارساً لحياته وحارساً لمملكته التي أسسها ويرعاها، فالملك يعاني من اضطراب متواصل في مملكته الواسعة التي تثير شهية الأعداء المتربصين، على الحدود وداخل البلاد، فيثيرون القلاقل في المملكة ويهزون الاستقرار بين الشعب، وكثيراً ما وصلوا إلى بلاط الملك فوجد داود نفسه مهدداً داخل قصره وتعرض لمؤامرات للإطاحة به وكثيراً ما وجد نفسه طريداً فاراً أمام أطماع الطامعين وحقد الحاقدين لكنه واجه جميع هذه الأهوال بصبر وإيمان ورباطة جأش. لكن ما يرعبه اليوم حقاً هو كمّ الفساد الأخلاقي والضياع الديني الذي استشرى بين أبناء شعبه، شعب الله االقدّوس، الذين خانوا عهده وهجروا هيكله وعبدوا الأصنام وقدّموا لها الذبائح...والنبي يطلب الحماية لا لنفسه فقط فهو واثق أن الله الذي اختاره من بين الناس وانتخبه من وسط إخوته ودعاه من المراعي ليقمه ملكاً على شعبه، يوم مسحه بالزيت المقدس على يد صموئيل النبي؛ كفيل بأن يحميه ويحرسه ويثبته على عرشه متى عمل بمشيئته ولجأ إليه بكل القلب... إنه يطلب أن يكون الرب حارس لشعبه أيضاً.
والنبي إذ يطلب الحراسة هنا يعلن:
o أولاً: احتياجه الشخصي إلى عين لا تفارقه طوال الأربع وعشرين ساعة،
o ثانياً: عجزه كبشر عن حماية نفسه وشعبه روحياً ومادياً.
2 - أقول للرب أنت سيدي أنت وحدك سعادتي:
إعلان تسليم مطلق لحياته ومملكته بين يدي الله، كم مرة نجد مثل هذا الإعلان الرائع المعاني في الكتاب المقدس في كلام الأنبياء وفي الإنجيل! فالسيد هو صاحب السيادة على حياة من يسوده، والرب هو صاحب الربوبية على من يعبدونه، والإله هو مانح الحياة لخلائقه. فأي إعلان أروع وأعظم من هذا! هكذا يعلن حرفياً تنازله عن الملك لله الملك الحقيقي: لست أنا الملك أنت الملك يا رب ، لست أنا السيد يا إلهي أنت السيد، لست أنا الحاكم يا رب أنت الكلي الحكم والحكمة والقدرة ، لن أقبل سواك سيداً ولن أسجد أمام أي وثن أو قوة ، ولن يسعد قلبي شيء سوى وجودك معي ووجودي في حضرتك يا سيدي وربي وإلهي.
v أنت وحدك سعادتي :
من أجمل التعبيرات التي يستطيع المؤمن استخدامها في الصلاة . فسيادة الله على حياة داود ومملكته ليست انتقاصاً من قدرات داود وسلطانه وسيادته، وليست سبباً للتعاسته، حيث يقاسمه الحكم "آخر"؛ بل هي على العكس، مصدر سعادة شخصية عميقة.
  رد مع اقتباس