عرض مشاركة واحدة
قديم 22 - 03 - 2013, 06:26 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,652

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المزمور التاسع عشر: رب الأكوان

القسم الثاني: إعلان الكتاب المقدس: يتغنى بوحي الله في الناموس والشريعةَ لتوجّيه قلب الإنسان نحو خالقه ( 8- 11):
في هذا القسم من المزمور نسمع أصوات مديح نفهمها، لأنها أصوات بشر، وهي تثني على الشريعة التي تنظّم علاقة الناس بالله، وعلاقاتهم بعضهم ببعض. هكذا يقدم لنا المرنّم على خلاف المزمور الثامن، موضوعاً آخر للتمجيد، اسمه شريعة الربّ، أي الناموس والوصايا الإلهية، حيث تبدو الشريعة في هذا المزمور نوراً وخلاصاً، يُعلن وصايا الله التي تربِّي قلب الإنسان وتوجّههُ وتقوده نحو الرب خالقه، كما تنجِّيه من الزلل وظلمة الخطيئة، وترشده إلى طريق الحياة. وهي تعبير عن اهتمام الرب بالإنسان وعنايته به، متى حفظها حفظته ومتى ردّدها في قلبه تُصبح جزءاً من حياته وتُدخله في حوار مع الله.
فكما وضع الرب للمخلوقات مسارات وقوانين لا تتجاوزها ولا تتعداها وإلا تسببت في كوارث فظيعة، وضع للإنسان ناموساً إذا سار عليه يضارع أروع هذه المخلوقات بهاءً ويفوق أعظمها مقاماً. فإن كان تمجيدُ الخلائق يُرى فتمجيدُ الإنسان يُسمع، والكلمة والحوار العاقل المدرك تتفوق على المشاهدة الصامتة. وكما تبدو عظمة الله كنور ينعكس عبر الأفلاك النورانية، كذلك يتمجّد الإنسان الذي يحفظ ناموس الله "حينئذ يشرق الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" وتصير حياته وأعماله إشارة حية لخالق عظيم وأب مجيد "ويرى الناس أعمالكم الحسنة فيمجدون أباكم الذي في السماوات". لذلك يقدم القسم الثاني من المزمور الشريعة كإشارة لا تقل سطوعاً عن الشمس ولا بهاءً عن القمر ولا تألقاً عن النجوم. إنها الحياة مع الله وفق مشيئته القدوسة. ويختتم هذا القسم بالنتيجة البديهية والمنطقية: من حفظَ الشريعة حفظته ونجّته من كل خطر.
8 - شريعة الرب كاملة تنعش النفس وفرائضه حق تجعل الغبي حكيماً:
يقدم المرنّم ستة ألقاب لكلمة الله، ربما ليشير إلى ستة أيام العمل، وألقاب كلمة الله الستة الواردة في هذا المزمور هي: ناموس الرب، شهادة الرب، فرائض الرب، وصية الرب، خشية الرب، أحكام الرب. وكأنه يليق بنا في جهادنا اليومي أن ننعم بكلمة الله كل يوم بلقب ومذاق جديد، فكلمة الله لا تشيخ مطلقاً. أما في اليوم السابع، أي السبت والراحة، ففيه نلتقي بكلمة الله نفسه وجهاً لوجه بطريقة لا يُنطق بها.
بعد أن فرغ النبي الشاعر من تأمل الخلائق وانفرجت نفسه وانفتح مجال فكره المحدود أمام عظمة الله اللامحدودة في الكون والخلائق... يصل إلى الإنسان الذي أوجده الله بيديه ويعتني به شخصياً ويخاطب عقله بالناموس ويدرب قلبه بالشريعة ليقوده نحو الكمال، كمال الوجود والمحبة، فالحفاظ على الناموس لا يفيد الله في شيء، وان كان يعلن مجده، لكنه يفيد الخلائق أولا... ثم في خطوة جديدة يدخل النبي إلى واقع حياته الشخصية: فيعلن أن ما أوصله إلى هذا أنه شخصياً كإنسان يحيا هذا الانبعاث بمحافظته على الوصايا وتأمله في الناموس والشريعة حيث يعيش:
1- السلام النفسي، 2- الأمان الروحي،
2- الحكمة الفكرية، 4- الصحة الجسدية
9 - أمر الرب مستقيم يفرح القلب، ووصيته صالحة تنير العيون:
يؤكد النبي معنى الآية السابقة، إن السير حسب أوامر الله ووصاياه، يجعل القلب فرحاً، فيسير الإنسان في نورها بلا خوف أو تردد، فالله يحفظ حافظي شريعته ويسهر عليهم فلا تؤذيهم الشمس في النهار ولا القمر في الليل. ويعيش حياة صالحة مستقيمة، يمضي في طريق مستقيم، ويحيا في النور كابن للنور فلا يخشى الظلام.
10 - كلام الرب طاهر، ثابت إلى الأبد، وإحكامه حق وصدق وحدها:
كما تأملنا في المزمور الثاني عشر كلمة الرب تحيي وكما يكرر يسوع في الإنجيل ( يوحنا ) الكلام الذي أكلمكم به نور وحياة. وهكذا نرى كلام الرب ونتعرّف عليه من خلال كلام الرب في الكون والخلائق والأفلاك وفي الكتاب المقدس بالناموس والشرائع والقوانين.
v وحدها:
العالم كله بما فيه من أفلاك وخلائق وقادة عظماء، ووصايا وأحكام وكلمات حكمة في كفة، والله وكلمته الأزلية الأبدية في كفة أخرى، لا مجال للمقارنة أو التشبيه، كل ما هو مطلوب أن نطيع، إن نصغي، أن نتأمل ونخضع...
  رد مع اقتباس