لأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ اسْمِهِ، إِذْ قَدْ خَدَمْتُمُ الْقِدِّيسِينَ وَتَخْدِمُونَهُمْ " (عب 6 : 10)
أنتقلت أسرتنا إلي مسكن جديد وذهب أبني إلي مدرسة جديدة كما صرنا أعضاء في كنيسة قريبة من البيت الجديد .. تقابل أبني مع جون وهو طفل من الكنيسة في مثل عمره ذو عشرة سنوات وصار الأثنان لا يفترقان إلا ساعات النوم لأنهما كانا يذهبان إلي نفس المدرسة كنت أراهما وهما يلعبان ويذاكران معا وابني يبتسم ويضحك بحركته المعروفة إذ كان يلتفت برأسه إلي ناحية الشمال حتى يسمع جيدا بأذنه اليمني ... لقد كان أصما في أذنه اليسري منذ ولادته .... مرت الأيام حتى قرب عيد الميلاد وقال لي أبني :أود أن أقدم هدية لجون في عيد الميلاد . فقلت له : لكن أنت تعلم أن والدة جون ربما ترفض الهدية لأنها لن تقدر علي ردها كنت أعلم ظروفهم المادية .... قال لي : لذا سأترك الهدية علي الباب و أرن الجرس ثم أنزل بسرعة وهكذا لن يعلموا من أحضرها ولن يشعروا بالحرج لأنهم غير قادرين علي ردها فرحت بروح ابني الكريمة و وافقته علي خطته التي سينفذها قبل قداس عيد الميلاد المجيد لف ابني الهدية التي كان يعلم أن صديقه يتمناها بشدة وهي عبارة عن مقلمة أنيقة بها كل الأدوات الهندسية التي يحتاجها التلاميذ في سنهم . في ليلة العيد وقبل موعد القداس خرج أبني ليقوم بمهمة المحبة الخفية وعندما عاد بعد ربع ساعة وما أن فتحت له الباب حتى انهار باكيا !!!!
سألته ... مالك يا حبيبي ما الذي حدث أرجوك تكلم حتى أطمئن؟؟!! أجاب قائلاً : لا شئ يا ماما لا شئ خطير لقد ذهبت إلي العمارة التي يسكنها جون ووجدت نورالسلم مطفئ فلم أشاء أن أوقده حتى لا أنكشف وعندما وصلت إلي الشقة وضعت الهدية علي الأرض ومددت يدي لأقرع الجرس ونسيت في غمرة حماسي أن الجرس عندهم غير موجود بل بعض الأسلاك المغطاة ويبدو إنها غير مغطاة جيداً لأنه ما أن مددت يدي حيث سرت في جسمي شحنة كهربائية طرحتني أرضا قمت جاهدا وجسمي كله ينتفض ثم دققت بيدي علي الباب ونزلت السلم جريا ....
أخذت ابني في حضني ونظرت إلي طرف أصبعه فوجدته محروقا وضعت عليه بعض المراهم وأنا أقول في نفسي : لماذا يارب يحدث هذا في عيد ميلادك ؟؟؟ لقد أراد أبني تنفيذ وصيتك وهذا ما حدث له لماذا يارب ؟؟!!! ثم قلت بصوت عال : هيا بنا إلي الكنيسة فلا شئ يجب أن يفسد علينا فرحة العيد حضرنا القداس وتعزينا كثيرا وتقابل ابني مع جون الذي حكي له عن الهدية الجميلة التي وجدها علي الباب وابني لا يتكلم بل ينظر إليه بأبتسامة وعيناه تلمعان بعد العيد لاحظت أن ابني لم يعد يلتفت برأسه ليسمع جيدا أما هو فقال : أني أشعر أنني أسمع جيدا بالأثنين فرديت قائلة إذن ينبغي علينا أن نعيد كشف السمع وعند الطبيب تأكدت أن ابني فعلا يسمع جيدا بأذنه اليسري فسألنا الطبيب عما حدث فقلت له أن ابني تعرض لصدمة كهربائية فهل يمكن أن يكون هذا هو السبب ؟؟؟ فقال الطبيب : ربما ولكنها معجزة بكل المقاييس أدركت وقتها أن الله كافئ ابني علي محبته ولكن بطريقة لم نفهمها في وقتها
اذكروني في صلاتكم