القسم الثالث: تجديد وعد الله للملك: انتصارات جديدة ومُلك طويل. (9- 13):
هكذا فثمرة تحقق الوحدة بين الله والملك، هي القدرة على التغلب على جميع أعدائه ومحاربيه إذ تستمد يمينه قوتها من يمين الله ...يتقدّم الله نحو الملك الممسوح بيدين محمّلتين بالسعادة والحياة (المزامير 4: 7؛ 26: 2؛ 23: 6؛ 25: 13...). فنراه وهو يُلبسه الجلالَ والبهاء (المزامير 23: 6؛ 45: 3، 7...)، ويغطّيه بمجد الملوك، وفيه يتمّ ملء المصير البشريّ...
10- يجعلهم كتنور نار حين يتجلى وجهه. الرب بغضبه يبتلعهم، والنار تأكلهم أكلاً:
حيث قد نال الملك قوة بها يُفني جميع أعدائه، نور الله الذي يسعد ويفرح ويهدي قلوب المؤمنين حين يشرق عليهم بوجهه، لكنه يصير نارا حارقة كنار التنور للذين يقاومون إرادة الله والملك الممسوح، لذا يلفح ظهوره أعداء الله والملك كنار التنور الهائل فيهربون من وجهه منهزمين فزعين.
« الرب بغضبه يبتلعهم:
نار غضب الرب المتجلية في الآتون تكون برداً وسلاماً على أولاده "قصة الفتية الثلاثة" (دانيال 4: ) بينما هي تدمر وتحرق وتبتلع كل ما يقابلها، من أعداء الله والملك.
« والنار تأكلهم اكلأ:
تكررت الكلمة المقابلة للتنور خمسة عشرة مرة في النص العبري أمما الكلمة التي تقابل فرن فتكررتفأربع مرات، هذه الصور تُعبّر عن هلاك أعداء الله، إذ يبيدون كقطع خشبية قد زُجَّت في الفرن، فيهلكون تماماً. والنار والتنور هما علامة غضب الله على المدن والأمم الكافرة، وهي مصير الأشرار الذين يقاومون الله والملك ويعيقون تحقيق ملكوته على الأرض. وهكذا يكون مصيرهم الأبدي نار آكلة ودود لا يموت (متى).
11- يبيدهم من الأرض ونسلهم من بين بني البشر:
تبدو العقوبة هنا كما النعم، أبدية، فكما أن بركة الرب للملك ودعمه هما علامة عهد أبدي يمتد ليشمل جميع أبناء نسله، فإن غضبه على الأشرار لا يتوقف عليهم وحدهم بل يمتد إلى نسلهم حتى يفنيهم من بين البشر.جاءت كلمة "ثمرة" في العبرية "أولاد" فالحديث عن الأولاد كثمر هو حديث قديم جداً (راجع تكوين 30: 2؛ تثنية 7: 13؛ 28: 4؛ مزمور 127: 3؛ 132: 11؛ إشعيا 13: 18؛ مراثي 2: 20؛ هوشع 9: 16؛ ميخا 6: 7).
لا يعني غضب الله كراهية أو انتقاماً لنفسه، وإنما يختار الأشرار لأنفسهم أن يكونوا عشباً زائلا ويرفضون أن يَنْعموا بموضعهم في الأحضان الأبوية. لذلك فهم يعدون أنفسهم بمحض إرادتهم ألا يقبلوا مراحم الله ليشتركوا في أمجاده.
12-عبثا يطالون الملك بسوء، ويدبرون له المكائد:
فعَّال هو خلاص الله، أمامه يظهر كل الأعداء عاجزين عن أن يتسببوا بأي ضرر للملك ولا شعبه، إذ لا حول لهم ولا قوة أمام الله المخلص الذي يبطل كل مؤامراتهم الشريرة ويفشل كل تدابيرهم المسمومة.
13- لأنه يحملهم على الفرار حين يرمي وجوههم بسهامه:
لا يتوقف عمل العناية الإلهية على الدفاع بلعن أحباءه بإبطال مؤامرات العدو الشرير ضدهم، بل يتدخل أيضا هجوم يل حين يبدأ في إطلاق السهام النارية مما يجعل أعداء الملك لا يملكون إلا الفرار هربا من غضب الرب وسهامه الملتهبة بالرغم من أنهم أقوياء لكنهم أمام قوة الله ضعفاء للغاية. (خروج) ليس لنا طاقة بالوقوف أمام إسرائيل لأن الرب يدافع عنهم
12-"لأنهم أمالوا عليك شروراً، وتشاوروا مشورة لم يستطيعوا إقامتها":
إنهم مملئون دهاءً وشراً، يدبرون بالخبث مكائدهم ضد الملك وضد مملكته، حاربوه واضطهدوه وحاصروه وحاولوا طرده عن عرشه ، كما تقولوا عليه بالشر وافتروا عليه بالكذب واتهموه بكل ما هو باطل وزور وبهتان، لكنهم فشلوا إذ "لا يستطيعون إقامة مشورتهم" أي يعجزون عن تحقيقها. إنهم كالأفعى تحمل سمّاً لكن رأسها مهشم، وكالأسد يزأر وهو أسير!
خاتمة: صرخة الشعب وصلاته الى الرب: (14)
10- تعاليت يا رب بعزتك، ننشد ونرتل لجبروتك:
جاءت الخاتمة مشابهة للافتتاحية إلى حد كبير ومماثلة لختام ذكصولوجية الصلاة الربانية. هكذا ينتهي الأمناء إلى إعلان مجد اللهالمفرح في حياة الملك وفي تاريخ شعبه فهو معهم إلى الأبد وهم شعبه ينشدون له.