القسم الثاني: صرخة الشعب: (8)
7- الملك يتوكل على الرب وبرحمة العلي فلا يتزعزع:
في القسم الثاني يبدو الملك وكأنه لا يطلب شيئا، ولكنه يعرف أنه بعد حفلة التتويج في الهيكل، ستعترضه كل الصعوبات التي تواجه المملكة، لذا يعلن له الكاهن والشعب أن النصر سيكون حليفه، حينئذ يترك الملك الهيكل وهو متأكّد من النصر على أعدائه. مؤكداً ما يقوله الشعب من ديناميكية العلاقة بين الملك والرب والشعب حيث يعلن أن الملك يتّكل على الرب، والله هو من يعطي النصر للملك في كل حروب الشعب.
9- يده تطول أعداءه ويمينه جميع مبغضيه:
حين رأى الشعب ملكَه متوجاً ومغموراً بقدرة الله وبركته، أحس بالطمأنينة وطلب من الله المعونة والنصر للملك فاستجيب له. وهو يرى أن عظمةُ الملك ما هي إلا شعاعٌ من عظمة الله، والحياة الطويلة علامة رضاه لأنها مشاركة لحياته الدائمة، فالملك المتّكل على الرب، والمرتبط برحمة العلي ثابت لا يتزعزع.
تظهر هذه المعادلة تبادلاً رائع الوصف بين الملك والعلي، بين الأرضي والعلوي؛ فالأرضي يتوكل على الرب، والرب العلي يثبته ويدعمه برحمته، فلا يستطيع أعداؤه مهما بلغوا من القوة والبأس أن يقهروه، لأنه مدعوم بقوة لا تعرف الهزيمة، قوة الله العلى.