عرض مشاركة واحدة
قديم 20 - 03 - 2013, 08:19 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المزمور الحادي والعشرون: الاتكال على الربّ

القسم الأول: صلاة شكر لله لأجل الملك الممسوح بالنعم المشمول بالبركة. (3- 7):
في هذا القسم، حلّ الملك ضيفا على الرب، فقال له ما في قلبه، وهو متأكّد أن الله يسمع ويستجيب، ويعبّر الكاهن عن فرحة الملك ضيف الهيكل، كما يتكلم نيابة عن الله صاحب البيت الذي بارك الملك ببركاته، فأعطاه بغية قلبه وملتمس شفتيه: الإكليل، المجد، الخلاص، النصر على الأعداء، وأياماً طويلة.
3- أعطيته منية قلبه وما رفضت طلبة شفتيه:
« أعطيته منية قلبه:
كان داود يرغب في السلام والاستقرار، كان برمي إلى تحقيق العدالة وسط شعبه وإلى إحلال ملكوت الله على الأرض... وقد تحققت له في النهاية هذه الرغبات النبيلة وان لم يتم الأمر في يوم وليلة، بل وبكثير من الصعوبات التي مر بها الملك والمملكة على مدى عمر داود...
« وما رفضت طلبة شفتيه:
كانت محن وتجارب داود الكثيرة مصدرا لألأمه ودموعه الغزيرة، لكنها ولحسن الحظ، صارت مصدراً لصلاته وتوسلاته، وقد حفظ لنا الله هذه الصلوات في مزامير الكتاب. لقد تحولت ألآمه وأمنياته وحياته إلى صلاة نطقت بها شفتاه وتوجه بها قلبه الطاهر النقي نحو الله طالبا منه المعونة إزاء أعداء وخصوم لا طاقة له بمواجهتهم منفرداً. ولم يخذله الله بل حقق له كل أمنيات القلب ولم يحرمه من أن يرى على الأرض أثناء حياته، ما طالب به الله في صلواته التي نطقت بها شفتاه ...
4- بادرته بفيض من البركات، وبتاج من ذهب على رأسه:
« بادرته بفيض من البركات:
الخيرات المادية أمر طبيعي يتمتع به البشر على الأرض ولو بدرجات متفاوتة، فالله رب عظيم "صانع الخيرات" يشرق شمسه على الجميع، أبراراً وأشراراً... أما في حالة داود البار فجميل أن تكون هذه الخيرات مباركه من الرب وأن يكون ذلك بمبادرة من الله ذاته، وفي هذا النص نرى ثلاث أنواع من الخيرات أي البركة مضاعفة، يمنحها الرب للملك نظير حبه وإخلاصه:
« وبتاج من ذهب على رأسه:
يفيض رضي الله على الملك في حياته الشخصية ويمتد ليشمل مملكته، إنه يستمد كل شيء من قبله حتى المُلك نفسه:
· فليس هو ملك بقوته، بل لأن الله اختاره ليجلسه على عرشه فأتى به من المراعي ومسحه ملكا.
· وليس تاج الملك مرفوع بجبروت يد داود الملك نفسه، بل "يد الله" هي من وضع الإكليل الذهبي على رأسه.
· كما أن بقاءه في الحكم واستمراره في الجلوس على العرش ليس متوقف على قدرته، بل على قوة الله التي تدعمه وتثبت قدميه.
5- سألك الحياة فأعطيته، عمرا يطول مدى الأيام.
« سالك الحياة فأعطيته:
هل بعد هذا الرضي مزيد من الرضي؟ الحياة هبة من الرب، يعطيها لبني البشر، فهي عطية منه يجب تقديسها والحفاظ عليها والعناية بها، وبما أنها هبة فهي ليست ملكاً خاصاً نبدده ونهدره. ولقد تعرضت حياة داود منذ مسحه صموئيل ملكا، إلى عديد من المخاطر وكان في كل ضيقة يصلى طالبا من الرب الخلاص والنجاة (نجي نفسي من مضايقي) فكان الرب يستجيب له وكم من مرة أخرجه من الجب وأنقذه من فم الأسد ووهب له الحياة من جديد.
لذلك يعترف داود أنه مدين بحياته ووجوده للرب وبأنه مازال على قيد الحياة لا بقوته الذاتية وقوة شكيمته، بل بفضل تدخل الله في العديد من المرات وعمله العجيب في الكثير من المواقف، وحيث أن حياته هي هبة من الله، فها هو بدوره يقدمها هبة إليه وقربان عرفان على مذبح الحب، فعلن أمام الملأ أنه سيظل طوال العمر خاضعاً وشاكراً وواضعاً نفسه وحياته ومملكته بين يدي الله وتحت مشيئة ذلك الخالق، صانع الخيرات، وواهب النعم بما فيها نعمة الملك والعرش والتاج والصولجان، لأنه هو المنقذ من جميع الضيقات.
« عمراً يطول مدى الأيام:
سأل داود الرب أن يحفظ حياته ويطيل عمره حتى يحقق جميع مشروعاته الخيّرة الصالحة من إقامة المملكة وتثبيت أركانها إلى سن القوانين لحماية الضعفاء وتدعيم الفقراء وتنظيم العبادة وبناء الهيكل... مما يعني باختصار أن جلال ملكوت الله سيحل على الأرض في وسط شعبه، ليصير الله الملك الفعلي المقيم في هيكله، ويكون الملك الأرضي مندوباً أو ظلاً مؤقتاً لهذا الملك الأبدي الحقيقي المالك منذ الأزل وإلى الأبد... ويستعير المترنم هذه الصفة الفريدة ليصبغها على الملك المسياني في الزمن الأخير، حيث سيصر الله نفسه عمانوئيل مالكاً وعائشاً مع شعبه إلى أبد الدهور... كنبؤة عن ملك المسيح المنتظر.
6- خلّصته فعظم مجده، وجلالا وبهاءً ألقيت عليه:
المجد، العظمة، الجلال، البهاء...كلها من صفات الله وأسماءه، به وحده يليق المجد والإجلال والبهاء... لكن الله سيسكب ذلك كله على مسيحه الملك، حيث سيخلصه ويحقق فيه سعادته وهذه الآية أيضا نبؤة "مسيانية" عن المسيح الذي يكلله الله بهذه الصفات ويعطيه رتبة فوق كل رتبة.
8-جعلته مباركاً إلى الأبد ليشدو فرحاً أمام وجهك:
لم يعد الملك يكتفي بكل ما أحاطه الله به من جلال وبركة، بل تحول هو نفسه إلى بركة، لا بل بركات، فالله نفسه سيشرق بوجهه عليه ليزداد سروراً على سرور أمام وجهه.
  رد مع اقتباس