(3) وفي الإصحاحين السابع والثامن نجد جواب زكريا علي مبعوثي بيت إيل، فيما يتعلق بالصيام، وكان ذلك في اليوم الرابع من الشهر التاسع من السنة الرابعة لداريوس الملك (أي في 518 ق.م.)، فقد اعتاد اليهود أن يصوموا في ذكري الأيام البارزة في تاريخ مدينتهم المقدسة: أ- الشهر الرابع الذي استولي فيه نبوخذنصر علي أورشليم (إرميا 52: 6)، ب- الشهر الخامس الذي أحرق فيه الهيكل (إرميا 52: 12,13). جـ- الشهر السابع الذي قتل فيه جدليا (إرميا 41: 2). د- الشهر العاشر الذي بدأ فيه حصار أورشليم (2 مل 25: 1).
وهناك أربعة أقسام لجواب النبي، تبدأ جميعها بعبارة: "ثم صار إلي كلام الرب" (أو ما يشببها- انظر 7: 4, 8، 8: 1, 18)، ومنها نتعلم:
أ- أن الصيام لا قيمة له إلا بالنسبة لهم، فالله يريد الطاعة (7: 4-7).
ب- أن يتعظوا بما حدث مع آبائهم، فقد أهملوا العدل والرحمة، فأوقع الله بهم قصاصه (7: 8- 14). جـ- أن الرب ينتظر أن يرجع إلي أورشليم لينقذ شعبه بالحق والقداسة، وبدلاً من اللعنة ستكون البركة، وعوضاً عن الشر سيكون الخير (8: 1-17).
د- ستتحول أيام صيامهم إلي اعياد طيبة وستأتي أمم كثيرة في ذلك اليوم ليطلبوا رب الجنود في أورشليم (8: 18- 23).
(2) الإصحاحات 9-14: ولا يوجد في العهد القديم جزء يحوي من الإعلانات المتعلقة بالأخرويات مثلما نجد في هذه الإصحاحات الستة الأخيرة من نبوه زكريا، حيث نري فيها:
أ- قضاء الله علي أعداء شعبه في ضوء مجيء رئيس السلام (9: 1- 17).
ب- خلي الرعاة الأشرار المكان للمسيا الراعي الحقيقي الذي سيجمع شعبه من كل مكان تشتتوا إليه (10: 1-12).
جـ- الراعي الصالح يخزي الرعاة الأشرار، ولكن يرفضه القطيع الذي سيعاني تحت يد راعٍ شرير (11: 1- 17).
د- ستنظر أورشليم في ضيقتها إلي من طعنه شعبها، وتتوب توبة صادقة بحزن عميق (12: 1-14).
هـ- تنقطع النبوة اليهودية، عندما يُضرب الراعي الصالح، ويُفتح الينبوع الذي يطهِّر من الخطية والنجاسة (13: 1-9).
و- وأخيراً يكشف النبي- في صورة رائعة- الستار عن مجئ المسيا ثانية إلي جبل الزيتون، إلي شعبه المحاصر، ويقضي تماماً علي العدو، ويطهِّر الأرض لتكون لائقة بقداسة الله (14: 1-21).
فالسفر يبدأ بدعوة للتوبة والقداسة، ويختم بتحقيق هذه القداسة في ملك المسيا، ملك البر والسلام.