3 . الرب يسوع يسترجع قصة حياته من البداية
ولنتحول الآن إلى القصة العجيبة بدءاً من بيت لحم والناصرة كما يرويها المسيح هنا بروح النبوة:
عدد 10 «لأنك جذبتني من البطن. جعلتني مطمئنا على ثديي أمي. عليك ألقيت من الرحم. من بطن أمي أنت إلهي».
ربما لم يكن القديسة العذراء مريم، نظراً لفقرها الشديد، وتغربها في بيت لحم، بعيداً عن مدينتها الناصرة، حيث لا صديقات لها أو معارف، نقول ربما لم يكن لها قابلة تساعدها في الولادة، وتتلقى المولود عندما يخرج من البطن. لكن ها المسيح يقول لله «لأنك أنت جذبتني من البطن .. عليك ألقيت من الرحم».
والمسيح وهو يذكر هذا هنا، ويتذكره وهو في ساعات الألم، كأنه يقول لإلهه: في البداية لم يكن لي سواك، وإلى النهاية ليس لي سواك. فلماذا تركتني؟
وما أعجب ما يضيفه المسيح بعد ذلك؛ فبعد أن قال «لأنك أنت جذبتني من البطن» يضيف قائلاً «جعلتني مطمئناً على ثديي أمي». ولعل الصبي الصغير يسوع أحس بشعور الفزع الذي انتاب كل من يوسف النجار والعذراء القديسة مريم عند هروبهما به إلى مصر. أما هو فكان له في أثناء ذلك شعور مختلف، فيقول هنا «جعلتني مطمئناً على ثديي أمي»!