العمل ونتائجه
هذا المزمور باعتباره نبوة عن شخص ربنا يسوع المسيح فإنه يحدثنا عن عمله الكريم ونتائجه الباهرة؛ هذه النتائج التي عبر عنها الرسول بالقول «من أجل السرور الموضوع أمامه»، وبسبب هذا السرور قبل أن يقوم بالعمل «احتمل الصليب مستهيناً بالخزي» (عب12: 2).
وكما رأينا في قسمي المزمور آلام المسيح وأمجاده، يمكننا أن نرى فيهما أيضاً عمل المسيح ونتائجه.
من ع 1 - 21 نرى العمل الذي أتمه المسيح على الصليب، ثم بداية من ع22 - 31 نرى نتائج عمله الكريم.
وما عمله المسيح إنما عمله من خلال الألم. ولقد تمت آلامه هذه في دقة عجيبة، حتى وإن بدت بعض التفاصيل ثانوية لا أساسية، فعليها جميعاً انطبق القول «هكذا هو مكتوب، وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم» (لو24: 46).
والآلام في هذا المزمور ثلاثية المصدر: من الله ومن البشر ومن الشيطان. فهناك آلام نيابية من الله وجسدية من البشر وجهنمية من الشيطان، وذلك نظراً لقداسة الله وكراهية الإنسان وعداء الشيطان.
ع1-6 نجد المسيح متروكاً من الله.
ع7-18 نجد المسيح محتقراً ومتألماً من الشعب.
ع19-21 نجد المسيح مضطهداً ومسحوقاً من الشيطان.
وكما أن آلام المسيح ثلاثية فإن نتائج عمل المسيح أيضاً ثلاثية؛ فهي أولاً لمجد الله، ولإسعاد الإنسان، ولدحر الشيطان.
من ع22-25 نجد مجد الله
من ع26،27 نجد سعادة الإنسان
من ع28-31 نجد ملك المسيح الذي يتضمن سحق الشيطان ودحره نهائياً.