عرض مشاركة واحدة
قديم 17 - 03 - 2013, 08:16 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مزمور 22: تسجيل لمشاعر يسوع الجريحة

الآلام والأمجاد
لقد تنبأ أنبياء العهد القديم عن الآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها (1بط1: 11). وهذا المزمور يحتوي فعلاً على هاتين الفكرتين؛ الآلام والأمجاد.
من ع 1-21 موضوعه صرخة المتألم؛ ويبدأ بقوله الكريم «إلهي إلهي لماذا تركتني»
ومن ع22 - 31 موضوعه تسبيح المنتصر؛ ويبدأ أيضاً بقوله «أخبر باسمك اخوتي. في وسط الجماعة أسبحك» (قارن عب2: 12).
عندما صرخ الرب كان بمفرده فلم يكن ممكناً أن يكون أحد معه، لكن عندما سبح؛ لم يسبح وحده، بل نراه يسبح وسط حماعة مفدييه؛ الجماعة التي انفصلت لأجله وصارت له وهي الكنيسة.
ففي النصف الأول نجده وحيداً تماماً، لم يكن معه أحد من أحبائه. عندما أتوا ليقبضوا علي المسيح «تركه الجميع وهربوا» (مر14: 50). وهو يقول لله في هذا المزمور «لا تتباعد عني ... لأنه لا معين». لكن ليس فقط كل البشر تركوه، بل أيضا الله تركه! أما في النصف الثاني، فنجد أكثر من دائرة مرتبطة به، كما سنرى في حينه.
في القسم الأول نراه محاطاً بأعدائه المشبهين بالثيران الجامحة والكلاب الجائعة، يعيرونه ويضطهدونه، بينما في القسم الثاني هو في وسط أحبائه ومفدييه يقود تسبيحاتهم لأبيه.
في القسم الأول وهو في ساعات الظلمة يشكو أن الله لا يسمع له ولا يستجيبه (ع2)، بينما في القسم الثاني يقول «لأنه لم يحتقر ولم يرذل مسكنة المسكين، ولم يحجب وجهه عنه، بل عند صراخه إليه استمع» (ع24).
القسم الأول خلاصته التنهد (ع2)، أما القسم الثاني ترنم (ع22،25).
ما أبعد الفارق بين قسمي المزمور، نستطيع القول عن القسم الأول ظلمة الجلجثة، والقسم الثاني فجر القيامة. وما أبعد الفرق بين ظلمة الجلجثة في رابعة النهار، وبين الصبح المنير عندما قام المسيح من الأموات فجلا ليل الدجى.
كم كان حزن التلاميذ عندما مات المسيح، وكم كانت فرحتهم عندما قام من الأموات. لكننا في هذا المزمور لا نرى حزن التلاميذ وفرحتهم، بل نرى أحزان المسيح في الجزء الأول، وأفراحه في الجزء الثاني.
في القسم الأول «كل الذين يرونني يستهزئون بي، يفغرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين» هم يتكلمون، وهو يجتر أحزانه في صمت! لكن سوف يأتي الوقت الذي فيه يتكلم هو وأمامه يستد كل فم. وهذا موضوع القسم الثاني «لأن للرب الملك وهو المتسلط علي الأمم».
في القسم الأول نرى الرب وهو ذاهب بالبكاء حاملاً مبذر الزرع، لكن في القسم الثاني نراه آتياً بالترنم حاملاً حزمه (مز126: 6).
  رد مع اقتباس