رابعاً: تطبيق المزمور:
o كيف عاش الرب يسوع هذا المزمور؟
يمكن أن ينطبق المزمور على مراحل حياة الرب:
- يهوه الراعي: اعتادت الأمم الشرقية أن تدعو حكامها وملوكها الصالحين "رعاة"، وهكذا يُستَهلُّ المزمور في سطوره الأولى بأكثر الصور شعبية في الكتاب المقدس: صورة الراعي، وإذ تحتل لفظة "راعٍ" بين كل التشبيهات المكانة الأكثر عذوبة ورقة، فهي تخترق القلوب.الله هو الراعي الذي يخلص شعبه، والمسيح هو الراعي الصالح الذي يهتمّ بقطيعه، والعصا التي يحملها ليقود بها قطيعه هي صليبه.
- الملك من نسل داود: اُستخدم هذا المزمور في تجليس الملك راعي شعبه، رمزا للسيد المسيح ابن داود ، الملك المحب لشعبه،.
- يبرز هذا المزمور الله المخلص من جوانب ثلاثة:
1- المخلص كراعٍ صالح: تدخل الراعي الأصلي لينتزع رعيته من يد اللئام ويسلمها ليد راعٍ صالح يعرف رعيته بأسمائها وهي تعرفه، ويبذل نفسه ليحقق لها نصراً نهائياً تنعم بعده بالسلام إلى الأبد تحت قيادة راع الخراف العظيم.
2- المخلص كقائد:يدخلرعيته في سُبًل البرّ، "الرب قائدي في سبُلُ البر" فتسلك سبُل السلامة تحت قيادته، وتتجلى قدرات القائد من خلال عنايته وحمايته، وهكذا يُعلِن الله عن ذاته في المسيح كقائد ورأس للكنيسة التي هي جسده.
3- المخلص كصديق: يقودنا هذا الراعي ويستقبلنا لدخول بيته المقدس لنمضي كل أيام حياتنا "صديقي ومضيفي"، لقد أُعدَّ وليمة عائلية مفتوحة وممتدة، يدعو كل المؤمنين باسمه إليها ليقدم لهم في سر القربان المقدس ذبيحة نفسه فيُشبِع ويهب فرحاً وحياة أبدية كل من يتناول منه. في حبه لنا يُقدّم لنا المائدة بنفسه بعدما يغسل أرجلنا مع تلاميذه، إنه يهبنا سلاماً وشبعاً.
- الخبر والخمر والماء وزيت الضيافة: كللها عطايّا أرض الميعاد الوفير، فتفيض الكؤوس خمراً ويعيش الشعب متمتعاً برعاية الله ورحمته؛ وهكذا يستضيف الله شعبه في وليمة مسيانية، تطابق وليمة جسد الرب يسوع المسيح ودمه.