6- الخير والرحمة يتبعاني كل أيام حياتي وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام:
« الخير والرحمة يتبعاني:
حين يثمر الإنسان ثمار الخلاص، فليس ذلك نتيجة أعماله ومجهوده الشخصي فحسب، بل نتيجة محبّة الله ورحمته، فالرب غني بالرحمة والتحنن، على الذين يحبونه من كل قلوبهم، لذلك يتكل المرنّم على رحمته ويحبه فيعرف أنه لن ُيحرم من الخيرات كل أيام حياته بل وفي الآخرة أيضاً أعماله تتبعه.
« وأسكن في بيت الرب:
هذه هي مياه الراحة المقصودة، أي السكنى مع الرب، فرحمته وحبه يؤهلان النفس لأن تسكن في بيته، لتتفرّغ إلى نوع الحياة الذي عرفته أثناء زيارات الحج الخاطفة، فبيت الله المكرّس وهيكله المقدّس يصل بالنفس بقرب الله إلى غاية المراد، "إلى أيام كثيرة وحياة خالدة". (ديديمس).
« طوال الأيام:
إذ يسكن الإنسان في بيت الرب وتكون إقامته معه، يحيا استقراراً دائماً على عكس الرحّال المتنقل دوماً، فحين يكون الرب راعيا للنفس تستقر ساكنة في سلام " أرجعي يا نفس إلى موضع راحتك" ولا يكون نعيمها وقتيا خاضعا لظروف المكان والمناخ، بل خالداً حيث يتمتع بالنور الدائم والخضرة المتجددة مع الرب، وإذا كان الرب راعيك أيها النبي المرنم فالخير يملأ بيتك والرحمة الإلهية تظللك كل أيام حياتك، بفضل الراعي الذي أشبعك بركة وفرحاً وخيراً ورحمة وسلاماً... وبعد انقضاء عمرك الأرضي، ستنطلق متحرراً من الأمور المادية والأرضية العابرة، نحو خيرات لا تفنى ولا تعرف فساداً، لا غروب فيها ولا نهاية لها، حيث ستسكن معه في سعادة أبدية إلى دهر الدهور...