عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 15 - 03 - 2013, 03:25 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,712

7 - لا تذكر معاصيّ وخطايا صباي، بل برحمتك أذكرني، لأنك يا رب صالح:
ألم أقل أن صلاة الطلب ومزمور التوسل قد تحولا إلى فحص للضمير ... خرجت ذكريات الخطايا وبرزت آثار ما أرتُكب من آثام طوال الحياة ومنذ الصبا فليس غريباًَ على داود هذا الاعتراف فهو القائل "بالآثام ولدت وبالخطايا حبلت بي أمي" (المزمور 50 :5) وهذا عزيز في عيني الرب إذ يطربه ويشجيه ويستثير لديه كل أحاسيس الرأفة والرحمة والحنان حين يرى أولاده "منكسري القلوب معترفين بخطاياهم" فإذا اعترفنا بخطايانا"فهو أمين وعادل يغفر لنا" (1 يوحنا1 :9).
« لا تذكر خطايا صباي :
فترة الصبا هي فترة الخروج من الطفولة، وتتميز بالنزوة والطيش، لعدم معرفة المرء بنفسه وانعدام خبرة جدّية بالعالم وشعوره بالرجولة دون أن يكون رجلاً بعد. إنها وقت يرتكب فيه الصبي كثيراً من الحماقات والأخطاء. لذا يطلب النبي من الله ألا يتذكر آثام هذه الفترة لأنه لم يكن قد اختبره أو عرفه بعد معرفة شخصية ...
« بل برحمتك أذكرني :
لا تذكر – أذكر... ما كان يمكن لداود النبي أن يعترف بخطاياه وجهله، خاصة أيام شبابه لو لم يكشف له الرب عن رأفته ورحمته الأزلية؛ فحب الله وأبوته الحانية هما السند في الاعتراف بالخطايا. لذلك يطلب داود النبي من المعلّم ألا يتذكر خطاياه بل يذكره هو كخليقة محبوبة لديه لها مكانتها وتقديرها الخاص لا لفضل فيها وإنما من أجل رحمة الله وصلاحه واسمه القدوس. وهكذا نستوعب طلب اللص اليمين من المعلم أن يذكره متى جاء في ملكوته،0 (لوقا 23: 42) فحمل نفسه إلى الفردوس، مبّررة باستحقاق الدم الثمين. هكذا إذ نطلب من الرب "لا تذكر خطاياي أذكر رحمتك"، يجيبنا الرب قائلاً: "أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها" (أشعياء 43: 25). دلال ما بعده دلال وثقة ما بعدها ثقة، فهل ستُستجاب صلاة النبي ؟
« لأنك صالح يا رب :
الصلاح من صفات الله المطلقة، فهو وحده الصالح "لماذا تدعوني صالحاً ولا صالح غير الله وحده" (متى 19: 17)هكذا أجاب الرب يسوع الشاب الغني الذي ناداه بهذا الاسم، فالله وحده صالح لا يعرف سوى الخير والصلاح، وكل بشر خاطئ، لكن الله سيعفو برحمته ورأفته وصلاحه عن آثام النبي ولن يذكر خطايا صباه التي ارتكبها بسبب الجهل.
رد مع اقتباس