عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 15 - 03 - 2013, 03:24 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,718

القسم الأول: تائب ينتظر غفران الله (4- 7):
4- يا رب عرفني سبلك وطريقك علمني:
حين يتذكر النبي عهد الله معه وأمانته نحو حفظ العهد ويذكر خيانة الأشرار وحنثهم بالعهود... يخشى أن يكون هو أيضاً قد ضل الطريق ولو للحظة واحدة، فيطلب من الرب نعمة أساسية، تصير جوهر صلاته، وبدلاً من الإلحاح في طلب النصر على الأعداء والانتقام من الأشرار الذين يضطهدونه ويحاصرونه، يعطي النبي الأولوية المطلقة لـ "الأمانة نحو العهد".
« عرفني طرقك :
بتواضع عجيب يقف النبي كتلميذ مبتدئ بين يديّ الرب خافضا ذاته أمامه طالبا منه الهداية والعلم والمعرفة؛ وكأنه بكل خبراته وآلامه وآماله، بل ووحي الله وإلهامه،مازال لا يعرف طريق الرب، بينما هو قد حفظه وسار فيه منذ صباه ونادراً ما حاد عنه أو تخطاه، وإن حدث فسرعان ما كان يعود تائباً متوسلاً.
« سبلك علمني:
ما أروع التكرار وأعمقه، فالمعرفة وحدها لا تكفي أما حين يتعلم المرء شيئاً فإنه يمتلكه وبالتالي يصير جزءً منه... والنبي هنا لا يكتفي بمجرد المعرفة للعلم فحسب، بل يريد أن تتعمق معرفته بالتعلّم ليتمكن من ممارسة ما عرف وعيشه بحيث يتحول في داخله إلى نهج وأسلوب حياة.
5- بحقك أهدني وعلمني أنت الله مخلصي وإياك أرجو نهاراً وليلاً:
لقد نسى النبي المرنّم قضيته الأساسية التي من أجلها وقف يصلي ويبتهل، واكتشف من خلال صلاته أن هناك قضية أهم وأولى يجب أن تحتل المكانة الأولى في صلاته، فلم يعد مهماً صراعه الشخصي مع أعدائه أياً كان الموقف، والتفت إلى القضية المحورية، إنّه يريد أولاً أن يتمم مشيئة الرب في حياته...
« أهدنيبحقك:
الهداية هي عملية روحية تعني تقويم الطريق المنحرف والعودة إلى الحق والنور، وهي تعني تغيير جذري في الحياة والمهتدي هو العائد من الظلال والظلام، وخير تطبيق لمفهوم الهداية هو ما حدث مع بولس الرسول على طريق دمشق (أعمال الرسل: 9). يستطرد النبي أهدني يا رب إذا كنت قد نسيت وصاياك وتركت طريقك أو أهملت شريعتك وابتعدت.
« أنت الله مخلصي:
بالطبع الله المخلص هذا هو اسمه وهذه هي مهمته منذ البداية إلى اليوم، فإذا ما كنت يا رب قد جهلت الطريق: فعرفني طرقك
نسيت الطريق: فعلمني سبلك
ضللت الطريق: فأهدني بحقك
سقطت في الطريق: فخلصني بحقك
لا تخيب يا رب رجائي الدائم فيك
أنت وحدك مخلصي يا مخلص شعبك.
6- أذكر رأفتك ومراحمك فهي منذ الأزل:
تحولت الصلاة نهائياً من طلب المعونة والاستغاثة من ظلم عدو أرضي، إلى فحص متعمق للضمير ومسح شامل للحياة، فصارت طلباً للرحمة لا العدل: فها هو يكتشف أمام بر الله وقداسته وأمانته للعهد وتدخله الدائم لخلاص جميع المتوكلين عليه بكل قلوبهم؛ كل آثامه ومعاصيه، وبالتالي يصرخ طالباً رأفة ورحمة ويدرك أن الله رءوف رحيم، بل أن الرأفة والرحمة هما الله نفسه لأنهما من صميم طبيعته وهما أزليتان مثله. نجد أنفسنا هنا أمام تعبير جديد رائع يجسد إيمان المرنّم ويقينه أنه مهما عظمت خطاياه فإن الله بطبيعته برأفته ورحمته ومحبته له، قادر أن يغفرها." كرحمتك يا رب ولا كخطايانا"( أنافورا القداس الباسيلي).
رد مع اقتباس