عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 15 - 03 - 2013, 03:24 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,712

ثالثاً: تفسير المزمور:
استهلال: بداية المزمور (1):
1- إليك يا رب إلهي أبتهل:
كان داود النبي يعاني من الشعور بالعزلة، إذ صرخ: "انظر إليّ وارحمني، لأني ابن وحيد وفقير أنا"، (مزمور 25: 16) تعبيراً عن إحساسه بالعوز والنقص والضعف، لذا يتوجه النبي المرنّم إلى الرب إلهه في صلاة عميقة مبتهلاً إليه أن يسمع صلاته ويستجيب لطلبته المرفوعة. والابتهال ليس مجرد صلاة فهو درجة عالية من درجاتها الطلب فيها يصل إلى حد التوسل والإلحاح وهي حافلة بالمناجاة والتضرع، زاخرة بالرجاء...
مقدّمة: الله لا يخيّب ثقة من يؤمن به ( 2-3)
2- عليك توكلت فلا أخزي ولا يشمت بي أعدائي:
تقديم ذكي لموضوع القضية، فالجميع يعرف كيف توكل داود النبي على الله واعتمد عليه في كل شئون حياته؛ وفي حالة خذلان الله لقضيته وعدم استجابته لطلبته الملحة ورفضه لتضرعه وابتهاله ستكون هزيمته مدعاة للسخرية والهزأ والشماتة من ِقبل أعداء الله ومضطهدي الملك، تماماً كما حدث في مواقف كثيرة ليس أخرها ما نطق به اليهود الواقفين أمام صليب الرب يسوع "لقد توكل على الله فلينجيه .." (متى 27 : 43).
« يشمت بي أعدائي:
الشماتة هي السرور والتلذذ بما يصيب الآخرين من أذى، وهي سلوك عدواني يدل على نفس غير سوية تكره الخصم إلى درجة كبيرة وتتمنى إيقاع الأذى به فإن لم تستطع أن تفعل ذلك بنفسها تقتصر لذتها في الشماتة بما يحل به من نكبات... والأعداء المتربصين بالنبي هنا، لم يتمكنوا أبداً من الانتصار عليه نصراً حاسماً حيث كان الله يظهر فجأة فيبطل جميع المؤامرات التي سهروا الليالي يخططون لها، ويفشل كل فخاخهم التي أمضوا السنين يدبرونها، بل وكثيراً ما كانوا يسقطون في نفس الحفر التي حفروها للنبي البار الذي "توكل على الله" . ومن ثم فإذا رأي هؤلاء ما يحل بالنبي من بلاء دون أن يتدخل الله لينقذه ستكون شماتتهم "فرحهم المَرضيِ"، شديدة...
3 - كل من يرجوك لا يخزى بل يخزى الغادرون باطلاً :
يعلن النبي إيمانه الشخصي وإيمان شعبه، فقد أختبر كلاهما كيف سمع الرب صراخهم واستغاثتهم وقبل صلاتهم وابتهالاتهم وحملهم على منكبيه وقادهم في البرية وخلصهم من بطش أعدائهم ونصرهم عليهم. بالتالي يعرف داود وشعبه أن الرجاء في الرب لا يخزى أبداً لذلك يعتبر الرجاء من الفضائل الإلهية الثلاث : الإيمان – الرجاء – المحبة، وكما أن المحبة لا تسقط أبداً، كذلك إيمان النبي ورجاءه في انتظار الرب [3، 5، 21]. والرجاء هنا يعني الانتظار بثقة، كما يعني أيضاً قبول توقيت الرب وبالتالي حكمته؛ هذا ما يميز موقف داود نحو الله عن موقف شاول (1 صموئيل26:10؛ 13: 8-14)، وموقف أشعياء عن موقف الشعب (أشعياء30: 15- 18).بل يخزى الغادرون باطلاً، كتأكيد على أن الذي يحفظ عهد الرب وشريعته ويظل متوكلاً عليه في كل الظروف لا يخزى أبداً، عكس من يغدر بعهده ويخلف الوعود والعهود مع الله والناس.
رد مع اقتباس