عرض مشاركة واحدة
قديم 15 - 03 - 2013, 03:15 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,652

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المزمور السادس والعشرون: اختبر أعماق قلبي

كيف نعيش نحن المسيحيين هذا المزمور:
تصف الآيات الثلاث الأولى من هذا المزمور إنساناً يسلك بالكمال؛ لذا يرى البعض أن لغته تبدو غريبة وغير جذابة لكثير من المسيحيين، وهذا مفهوم ظاهري إذ يظن البعض أن ثقة المرنّم هذه وافتخاره يقوم على اتكاله على أعماله الصالحة أي على الأنا والبر الذاتي، مقارنين بينه وبين مثل الفريسي والعشار (لوقا 18: 9 الخ).
- دفاعه عن كماله : يجدر بنا ملاحظة الآتي: الكمال المقصود هنا لا يعني القداسة المطلقة بل مجرد البراءة مما سبق توجيهه إليه من اتهامات. كما يعني أيضاً أنه بصلاح قلبه وصدق نيته بعيد عن الشر ويسلك بنقاوة وبراءة. وهذا ما أكده الرب نفسه عندما ظهر لسليمان في المرة الثانية، حيث وصف سلوك داود: "وأنت إن سلكت أمامي كما سلك داود أبوك بسلامة قلبه واستقامته، وعملت حسب كل ما أوصيتك، وحفظت فرائضي وأحكامي، فإني أقيم كرسي ملكك" (1ملوك 9: 4-5). والمسيحي الحق هو من يسلك في الكمال دون افتخار أو كبرياء تاركا للرب أن يشهد لكماله.
- وأنا بدعتي سلكت، أنقذني وارحمني: لم يغب عن المرنّم حاجته الملحة إلى الفداء، واعتماده على نعمة الله ورحمته. لأن ما يفعله داود من برّ هو عطية إلهية، ونحن أيضاً مهما بلغنا من نمو في طريق الفضيلة والكمال فلا نستطيع إنكار حقيقة عمل السيد المسيح الفادي في حياتنا كأولاد "بدوني لا تستطيعون شيئا"ٍ( يوحنا 15: 5).
- غسل اليدين: عنى داود بغسل يديه بالنقاوة إظهار براءته من الاتهامات الموجهة ضده والجرائم الُمنسوبة إليه ظلماً. ونحن أيضاً إذ نلتقي بالسيد المسيح المصلوب نغسل نفوسنا من الماء والدم الفائضان من جنبه، فمياه العالم كله لا تقدر أن تُطهر الأعماق، بل مياه المعمودية المرتبطة بالإيمان بدم المسيح تجدد طبيعتنا وتُطهر أعماقنا، وهكذا يفعل الكاهن في القداس الإلهي طالباً من الرب براً وتطهيراً، وفي هذا الصدد يقول القديس كيرلس الأورشليمي "تلاحظون أن الشماس يقدم ماءً للكاهن ليغتسل وهو بالتأكيد لا يقدمه بسبب افتقاده للطهارة الجسدية، فليس هذا هو السبب، لكن الغسل هو رمز للنقاوة من كل أعمال خاطئة وتعديات؛ فاليدان هما رمز للعمل، وبغسلهما ندخل إلى الطهارة والسلوك بلا لوم، في القداس يردد الكاهن:"أغسل يدي بالنقاوة وأطوف بمذبحك يا رب" فغسيل الأيدي رمز للحصانة ضد الخطيئة".
- لا يحتاج المسيحي السالك في الكمال أن يدافع عن نفسه "الرب يقاتل عنكم وأنتم صامتون" (خروج 14:14)، بالمثل نرى القديس بولس لم يشأ أن يدافع عن نفسه ولا أن يفتخر إذ يقول: "وأما من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي و أنا للعالم" (غلاطية 6 : 14) ويقول أيضاً " نحن جُهال من أجل المسيح وأما أنتم فحكماء في المسيح؛ نحن ضعفاء وأما أنتم فأقوياء، أنتم مكرمون وأما نحن فبلا كرامة" (1 كورنثوس 4: 10)، لكنه إذ استشعر أن تلك الاتهامات الموجهة ضده تمس حقه في الرسولية وضد تعاليمه الإنجيلية اضطر أن يدافع بقوة، قائلاً: "اقبلوني ولو كجاهل لأفتخر أنا أيضاً قليلاً" (2 كورنثوس 11: 6)" والمسيحي الحق يدافع عن الإنجيل والكنيسة لا عن بره الذاتي.
- يعرف المسيحي الحق أن وجوده في العالم يُلزمه إلا يعتزل بالكلية أهل العالم، فهو في العالم خميرة وملح ونور وإلا كان يلزمنا الخروج من العالم (1كورنثوس 5: 10)، لكن يجب ألا نشارك أهل العالم في الشر وأن نبتعد عن الدنس فنصير في حضن الله ويُحب السكنى في بيته. في هذا الصدد يقول القديس أغسطينوس في تفسيره العميق لهذه الآية من المزمور: "لم أجلس مع محفل باطل" إلى أي شيء يرمز الجلوس؟ أن يكون الشخص بقلب واحدٍ مع من يعاشرهم. إن لم يكن قلبك هناك على الرغم من وجودك معهم، فأنت لا تجلس معهم، أما إن كان قلبك هناك فأنت تجلس معهم حتى وإن كنت غائباً عنهم (بالجسد)". "لنهرب من محافل الأشرار، لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم" (رومية 1: 18)، ولنعتزل جماعتهم لئلا نسقط تحت الضربات معهم (رؤيا 18: 4)، ونحرم من المحفل السماوي أو الوليمة الإلهية. اعتزالنا الأشرار قد يدفعهم إلى التوبة عن شرورهم، أما اختلاطنا بهم في شرورهم وتهاوننا في تقديس حياتنا، فبجانب ما يسببه لنا من هلاك، لا يعطيهم فرصة أن يفطنوا إلى خطورة حالتهم.
- وعن حب المسيحي لكنيسته: يقول العلامة أوريجينوس: "يشتهي الله أن نصنع له مسكناً، واعداً إيانا برؤيته كمقابل لذلك، أما مسكن الرب الذي يُريدنا أن نقيمه فهو القداسة... بهذا يقدر كل إنسان أن يقيم لله خيمة داخل قلبه. وكأن المسحي يعلن أنه قد اختار كنيسة الله لينعم بالحضرة الإلهية مبغضاً مجمع الشيطان، واختار جماعة القديسين لا مجلس الأشرار، اختار أورشليم العليا لا بابل الزانية، اختار نسل المرأة ليرفض نسل الحية... وأنه لا شركة بين النور والظلمة!
- طواف المذبح: كانت عادة الكهنة أن يطوفوا حول المذبح أثناء تقديم الذبيحة، وغالباً ما كان مقدمو الذبيحة أيضاً يمارسون ذات الفعل من بُعد، مشيرين بهذا إلى اجتهادهم وجديتهم بخصوص ما يُفعل لأجلهم. يقول القديس أغسطينوس "مادمنا في العالم نحتاج إلى غسل مستمر خلال التوبة "المعمودية الثانية"، وذلك بفعل كلمة الله وروحه القدوس. "أغسل يديَّ بالنقاوة وليس بماءٍ منظور". كلام الله روح وحياة وهو قادر أن يخترق النفس إلى الأعماق ليهبها نقاوة وتقديساً".
- كي أسمع صوت تسبيحك: إذ يتمتع المؤمن بنقاوة القلب وطهارة اليدين، وقداسة الأعماق والأعمال، تستطيع أذناه الداخليتان أن تسمعا صوت التسبيح الملائكي وأن تتجاوبا معه بفرح داخلي، فالسمة الرئيسية للمسيحي الحقيقي هي تهليل النفس وتسبيح اللسان، حيث يعلن المسيحي بحياته الداخلية وسلوكه الخارجي عن عجائب الله معه.
- يقول القديس أثناسيوس الرسولي: "يقصد داود النبي بالبيت هنا الخيمة، لأن الهيكل لم يكن قد بُني بعد. وكأن داود الطريد يشتهي ألا يُحرم من الخيمة المقدسة وتابوت العهد رمز الحضرة الإلهية، وألاّ يُطرد من بين شعب الله، وفي نفس الوقت يطلب بيت الله في أعماق قلبه!حيثيتجلى جمال بيت الله في الذين كُللوا بجمال القداسة داخل الكنيسة.
- هذا الحب (حبنا لله) بدونه لن يقوم التركيب الخاص بالبناء الروحي الذي مهندسه بولس، مهما كانت المهارة ممتازة؛ ولا نستطيع أن يكون لنا المنزل الجميل الذي اشتاق إليه الطوباوي داود في قلبه لكي يُنقيه للرب، قائلاً: "يا رب أحببت جمال بيتك وموضع مسكن مجدك" بدون الحب يقيم الإنسان في قلبه دون أن يدري منزلاً لا يليق بالروح القدس، ولا يكون له شرف استقبال القدوس الذي يقطن (في القلب)، إنما يسقط في الحال وينهدم البناء في بؤس
  رد مع اقتباس