عرض مشاركة واحدة
قديم 15 - 03 - 2013, 03:13 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,721

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: المزمور السادس والعشرون: اختبر أعماق قلبي

« عليك توكلت فلا أتزعزع :
لماذا يا رب إذن أعيش هذه المعاناة ؟
ليس هذا لوما ولا عتابا، إنها صرخة قلب واثق عرف الرب وعليه توّكل منذ حداثته، فحياة المرنّم لا عيب فيها، ولذلك فهو على يقين بأنه لن يزلّ بل سيظل ثابتاً وسط الجماعة التي اختاره الله لقيادتها ورعايتها حتى لو تنكر له أفراد تلك الجماعة ونقضوا العهود، فهو متوكل على صاحب العهد الثابت والأكيد، واثق من براءته أمامه، لقد حفظ ناموسه وأتمّ وصاياه وعمل بها، لذا فهو ثابت القلب لا يتزعزع.يرى القديس أغسطينوس أنه يقول: "على الرب توكلت" لأنه أتهم بأنه قد صار في شركة مع الوثنيين، مستهيناً بخدمة بيت الرب الجماعية... كأنه يقول لست أتكل حتى على أي ذراع بشري سواء لمؤمن أو غير مؤمن، إنما اتكالي هو على الرب وحده. إن كنت أعيش مع الوثنيين الأشرار بالجسد لكنني بالروح منفصل عنهم، لأني لا اتكل عليهم ولا على غيرهم".
2 - امتحنِّي يا رب وجربني وأختبر أعماق قلبي :
يبدو أن الآية الثانية هي مفتاح المزمور...فيها يطلب المرنّم من الله "إبلني" أي افحصني وجربني، جاءت الكلمة المرادفة للفحص هنا بما يخص امتحان المعادن وفحصها بالنار (مزمور 12: 6؛ 17: 3)؛ يطلب المرنّم من الرب أن يبتليه أي أن يجيزه في المحنة ليعرف نوايا قلبه... محنة ماديّة ملموسة، كحكم واختبار من الله يخضع له المرنّم لتظهر براءتُه التي يعلمها الرب، فهو الذي يعرف كليتيه وقلبه أي أعماقه، وهو إن هو اختبرها فلكي يقدم للناس برهاناً ملموساً عن نقاوتها. ويلح المرنّم على الله طالباً أن يمتحنه، لأنه يعلم براءته مما نُسب إليه باطلاً، ومن ثم فهو يرغب عبر ذلك الامتحان الفريد من نوعه، أن يثبت الله ذلك ويعلنه بنفسه ، كأن الفحص الإلهي يزيده تزكية وبهاءً ومجداً.
هنا نفهم أيّة عدالة يعني المرنّم الذي يحتجّ على اتهامات باطلة تهدّد وجوده وتدمر حياته لهذا يقول: أنصفني، أحكم لي بالعدل، إنه يطلب أن يُبتلى بالنار ويفحص ليس لأنه واثق في براءته فحسب ولكنّ ليبرّره الرب أمام الناس، كما يبرر القاضي في المحكمة من كان متهماً ظُلماً.
ولكن كيف يُظهر الله حقّ صفيّه؟ كيف يُبرّره؟ هل يفعل ذلك عن طريق كاهن الهيكل؟ أم هل يقدم علامة من عنده؟ كيفما كان الأمر، وأية طريقة يختارها الرب، فسيرى المرنّم في ذلك نعمة، إنه واثق وقد احتمى في الهيكل أن ربّ الهيكل لن يسمح بظلم من يلجأ إليه في بيته، بل سيدافع عنه ويحميه، وما هذه المرثاة سوى صرخة ثقة بالرب رغم كل ما يحيط به صعوبات؛ ومتى افتداه الرب ورحمه، حينئذ يتأكّد أنه نجا، فيبارك الرب في الجماعة ويشكر له إحسانه.
ونشعر بلسان حال داود يخاطب الرب قائلاً: ها قد انتهيت يا رب من فحض ضميري لحياتي كلها، فلم أجد تقصيراً في أي مجال سوى الهفوات التي لا يشعر بها أحد لكن أنت أدرى هاأنذا يا رب أضع ذاتي بين يديك أيها الطبيب الفاحص القلوب والكلى: أفحصني أيها العالم المختبر، اختبرني كما يُختبر الذهب في البوتقة، وأدخل إلى أعماق قلبي وكياني ومحصني كما تمحص الفضة والذهب في نار البوتقة، فلن تجد سوى صورتك مطبوعة في أحشائي وصوتك العذب يملأ أعماقي فرحاً وسلاماً. لقد عرفتك منذ صباي وعرفتني وأنا في بطن أمي ... حياتي أمامك ولا حياة لي بدونك ، فأين اهرب من وجهك.
  رد مع اقتباس