عرض مشاركة واحدة
قديم 14 - 03 - 2013, 08:43 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,327,891

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المزمور الرابع والعشرون: افتحوا الأبواب ليدخل الرب إلى هيكل قدسه

خامساً : خاتمة المزمور

يتطلع المؤمن في هذا المزمور إلى الله خالق المسكونة وكل ما فيها من أجله، ويرنو بعيني قلبه إلى موكب ملك المجد الصاعد إلى مقدسه السماوي، فتذوب نفسه حباً ويلتهب قلبه بنار علوية، مشتاقاً أن ينضم إلى هذا الموكب الفريد لكي يعبر مع مخلصه خلال أبواب السماء المفتوحة إلى حضن الآب.
وما هذا الحوار الرائع في المزمور سوى ليكشف للبشرية جمعاء أنه لا يستطيع أحد أن يعبر تلك الأبواب الدهرية، وأن يدخل إلى الأقداس السماوية، إلا الرب القوي الجبار، رب الجنود والقوات، ملك المجد؛ فله وحده تُفتح الأبواب الدهرية للمدينة السماوية، أبواب هيكل لم تصنعه أيٍد بشر. " لا يستطيع أحد الدخول إلى الآب إلا بي"، إنه يهوه المخلص، القدير، رب الأرباب وملك الملوك (رؤيا 1: 8؛ 19: 16)، رئيس الخلاص الذي لا يُقهر.
إنه مزمور الحب المجيد، بالحب خلق الله كل شيء لأجل الإنسان، وبالحب نفسه يهب مؤمنيه الشريعة والتقديس لينضموا إلى موكبه القدوس، وبالحب أيضاً يصعد بالإنسان إلى السماء المفتوحة بغلبة الصليب! بمعنى آخر يرى المسيحي الحق متعته وتهليل نفسه بالمسيح في الله الخالق القدوس واهب الغلبة.
في هذا المزمور يرى المؤمن الله كخالق الكون وكل ما فيه ويتطلع إلى موكبه الملكي المجيد الصاعد إلى مقره السماوي؛ فتذوب نفسه حباً ويلتهب قلبه شوقاً للانضمام إلى هذا الموكب الفريد ليعبُر خلال أبواب السماء المفتوحة إلى حضن الآب. خلال تأملنا إياه ندرك أن بناء الهيكل حيث يسكن الله في التاريخ، ما هو إلا امتداد لخلق الله للعالم، فما الهيكل سوى صورة مصّغرة عن المسكونة كما يجب أن تكون، وما شعب الله سوى صورة لما يجب أن تكون عليه كل الشعوب. هكذا تظهر العلاقة بين خلق الأرض وبناء الهيكل (مزمور 78: 68- 69) لقد بنى الرب بيته المقدّس كما سبق وخلق الأرض، صورة لبيته في العلى، وما أورشليم الأرضية سوى صورة لأورشليم السماوية. فمن يدخل إلى هيكل الله، يتذكّر ذلك ليعرف أن الله الذي بنى الكون هو ذاته الحاضر في هيكله، وأن على المؤمنين أن تكون حياتهم مقدّسة في الهيكل كما في الكون، لأنَّ الله حاضر في الهيكل كما في الكون.وهذا ما ينطبق على حياتنا المسية في أوج وأعمق معانيه.
  رد مع اقتباس