عرض مشاركة واحدة
قديم 14 - 03 - 2013, 08:41 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,310,513

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المزمور الرابع والعشرون: افتحوا الأبواب ليدخل الرب إلى هيكل قدسه

ثالثاً: تفسير المزمور:

القسم الأول: اتكال كامل ( 1- 2):
1- للرب الأرض وما عليها، الدنيا والمقيمين بها:
نداء تمجيد، فالرب سيد حياة داود وشعبه، هو رب الأرض وسيد الدنيا وشعوبها، وفي هذا التمجيد إعلان وكشف ونبوءة عن سيادة الله واتساع عبادته في كل أرجاء الأرض حيث سينادي أبناءه البشر المقيمون في أرجاء المسكونة وليس فقط شعبه من أبناء يعقوب .
2- على البحار أسسها وعلى المياه ثبت أركانها:
البحار عالم يموج بالحياة والكائنات، فسلطان الرب ليس قاصراً على الأرض وحدها بل يمتد إلى السماوات ويشمل البحار التي أسسها وخلقها ووضع لها حداً كما في سفر التكوين وهو قادر على صنع العظائم حيث قام بتثبيت أركان الأرض كلها بما تحمل من حياة وكائنات على المياه !!
القسم الثاني: الله الكلى القداسة: ( 3- 6):
ينتهي الشعب من الصعود إلى جبل الرب ويبدأ في الدخول إلى هيكله الرهيب وهو ينشد نشيد الحمد، للذي خلق الأرض وأسّسها على المياه، على أربعة عواميد فلا تتزعزع لأن قدرة الرب تثبّتها. يبدأ الحوار بين الحجّاج والكهنة بسؤال صريح: من يحقّ له الصعود إلى جبل الرب والدخول إلى الهيكل؟ فيجيب الكهنة: النقيّ الكفين، والطاهر القلب، والمستقيم الشفتين. ليس فقط من تحلَّى بالطهارة الطقسيّة، بل من كان كلام فيه، وأعمال يديه، ورغبات قلبه بحسب وصيّة الرب. مثلُ هؤلاء يكونون ضيوف الرب، ويصعدون (أشعياء 2: 3) إلى جبل الرب (أشعياء 30: 29)، ويقفون في مكانه المقدّس (مزمور 132: 5)، ليحصلوا على بركاته وبرّه. مثلُ هؤلاء يأتون ملتمسين وجه إله يعقوب (مزمور 27: 8)، أي حماية الرب، هم شعبه الذي اختاره.
3 -من يصعد إلى جبل الرب ويقف في مقامه المقدس ؟
جبل الرب هو جبل صهيون، ومقامه لمقدس هو هيكل أورشليم المبني على هذا الجبل، والمقصود هنا أن الصعود إلى هذا العلو المقدس والوقوف أمام الله وفي حضرته، والدخول إلى الهيكل يتطلب نوعية خاصة من البشر، حيث لا يستطيع أي إنسان أن يقوم بهذا العمل الخطير إذ يجب أن تتوفر فيه شروط محددة قبل الوقوف بين يدي الرب :
4 - هو النقي اليدين الطاهر القلب، الذي لا يميل إلى السوء ولا يحلف يميناً كاذبة:
o أولاً: نقاوة اليدين:
تعبير يتردد كثيراً في المزامير مرادفاً التطهير والطهارة والخلو من الآثم والخطيئة فاليدان تلمسان الأشياء ونتداول الكثير من الأمور، وهما نافذتنا إلى العالم المحسوس، فهما من يلمسان ويرتبان وهما أيضا من يضربا ويحملا السيف ويقتلا ويسفكا الدماء ويسرقان...وقد جرت العادة عند اليهود أن يغسلوا أيديهم قبل الصلاة وقبل الطعام علامة الطهارة والنقاء وتساءل الفريسيون مع تلاميذ يسوع كيف تأكلون بأيد نجسة ...
o ثانياً : طهارة القلب:
طهارة الجسم الخارجية ممكن الوصول إليها والحصول عليها بالاغتسال والوضوء وهي تتطلب مجهوداً خاصاً ... لكن طهارة القلب هي الأمر الأكثر عمقاً ويمس داخل الإنسان ، والقلب في المزامير هو الكيان الداخلي للإنسان ، فهو مركز الأحاسيس والمشاعر ، منه تنطلق الحب والبغض والحقد والغضب والرأفة والرحمة والتحنن والترفق وطول الأناة لذلك يفتش الله عن قلب الإنسان "يا أبني أعطني قلبك ولتتبع عيناك طرقي" والقلب الطاهر هو رغبة الله من الإنسان وسبب حبه له "فتشت قلب عبدي داود فوجدته كقلبي" لذلك أحبه وفضله وأختاره ومسحه ملكاً
o ثالثاً: عدم الميل إلى الشر:
شرط ثالث واجب توافره في من يريد الاقتراب من الله فبعد الطهارة الخارجية والداخلية يحتاج إلى نوع ثالث من الطهارة طهارة النية، طهارة القصد، طهارة الميول والأهواء؛ فمن البشر من يميل إلى تحقيق شهواته وإشباع كل ما بداخله من رغبات ونزعات على حساب الآخرين وعلى حساب القيم والمبادئ والشرائع، فهدفه الوصول إلى مرماه مهما كانت الوسيلة ومهما تعالت صرخات الضحايا وارتفع عددهم . ومنهم من لا يميل إلى السوء بل يختار طريق الخير والقرب من الله ولو كلفه ذلك التضحية بالكثير من الملذات والأرباح فهو زاهد بها جميعاً يعتبر خيره الوحيد في الالتصاق بالله والاقتراب منه والعمل بشريعته والسير في طريقه والله من جهته يشترط للاقتراب منه أن يكون ميل قلب الإنسان نحوه وليس نحو الشر.
o رابعاً: ولا يحلف يميناً كاذبة:
في هذا الشرط شرطان داخليان
· الصدق: في الكلام والعمل داخلياً وخارجياً...عكس الكذب والزيف.
· عدم القسم: في الوصية الثالثة يوصي الرب شعبه، لا تحلف باسم الله فهذه مخالفة جسيمة والأكثر جرماً هو القسم كذباً أو بالباطل... بمعنى تحاشى الوعود الكاذبة وتنفيذ ما أُقسم به أمام الرب أو القريب. هذا الشرط يطلب الرب صدقاً داخلياً وخارجياً واجتماعياً.. ويطلب من أحباءه الذين يتكلفون مشقة الصعود إلى جبله المقدس والوقوف أمام هيكله المهيب، طهارة خارجية وداخلية وابتعاد عن كل ما يسوء أو يسيء إلى العلاقة به ويكلل كل هذا بالصدق الباطني والاجتماعي... مما يعني أن الوقوف بين يدي الله يحتاج عملية تغيير كياني شامل.
5-ينال بركة من عند الرب، وعدلاً من الله مخلصه:
حين يصلي مثل هذا الإنسان ذو فيه المواصفات التي وصّفها الرب لأبنائه، لا يكتفي الرب باستجابة صلاته وتلبية طلباته... بل ينال فوق ذلك بركة الله التي تعني كل شيء بالنسبة للمؤمن، فالبركة هي أساس السعادة في حياة المتقين للرب... وهي أعظم عطاياه لأحبائه؛ ويذكر الكتاب في حياة إبراهيم أبو الآباء أن الرب حين رأى أنه لم يبخل بابنه عنه، أقسم بذاته ليعلن رضاه عنه "بالبركة أباركك" وكانت بركة الرب في العمل أو الحصاد أو الرعية شرطاً أساسياً بسببه تقدم البواكير والعشور وتوفى النذور. والبركة تعني الازدهار والنجاح والفرح والسلام والانتصار كما بارك ملكي صادق إبراهيم حين قدم له العشر وقدم عنه ذبيحة خبز وخمر.
« وعدلاً من الله مخلصه:
سيقيم الله العدل لأحبائه الذين يتقونه ويعملون مشيئته ولن يترك يد الظلم لتطولهم وتمس حقوقهم، فهو يطالب بحقوق الضعفاء واليتامى والأرامل والبائسين وهو ملجأ البائسين وناصر الصديقين ولن يسمح للأشرار أن يجوروا على نصيب الأبرار... فالله قادر أن يرد لهم كافة حقوقهم ويخلصهم من جميع شدائدهم وينجيهم من كل ما يقابلون.
6- هكذا يكون من يطلب الرب، من يلتمس وجهك يا إله يعقوب:
هكذا يكون مباركاً ومرضي عنه ومحمود وتحت حماية الرب فهو لا يخاف شراً لأنه لا يعتمد على ذراع بشر بل على قوة حضور الله في حياته ولاسيما إله يعقوب أبو الأسباط الذي أيده الرب في أصعب الظروف وقاده من نصر إلى نصر. وهذه الإشارة إلى إله يعقوب تعني كثيراً لكل بني "إسرائيل" الذي هو الاسم الذي وضعه الرب ليعقوب "لا يكون أسمك بل إسرائيل" ( تكوين 32 :24) ومن يلتمس أي يطلب العون من إله يعقوب هذا، يعرف أن من أجتاز به كل سني حياته الحافلة بالمشقة والصراع ... سوف يعينه هو أيضاً على اجتياز جميع صعوبات حياته.
  رد مع اقتباس