+ إذا احترس المرء العاقل وحرص على ضبط أفكاره وتوافر على ذكر الله ، ونظر إلى السماء بعين قلبه حتى لا يلتفت إلى هذه الوساوس فأن المحتال يسلك طرقاً أخرى من طرق تحايله .
+ السكون الدائم مع قراءة الكتب والطعام بقدر مع السهر يحرك في العقل بسهولة التعجب بالأمور الإلهية . إلا إذا حدثت أسباب تبطل دوام السكوت .
+ إذا شاهدت نقائصك في آخرين حينئذ تعرف الخزى الحال بك .
+ ابتعد عن الشر فتعرف نتانته . لأنك لو لم تهجرة لا تدرك أنه هكذا . بل أنك تقتنى نتنه ويكون عندك كأنه عُرف زكى تشغف به ، وعرى فضيحتك ( تعتبرة ) كأنه رداء مجد .
+ لا يمكن للإنسان ترك الخطايا التى تعودها ما لم يبغضها ويعادلها ، ولاينال صفحاً ما لم يعترف بالخطايا لأن العداء سبب الاتضاع الحقيقى وأما الإقرار فبسبب الخشوع الذى يتولد في القلب من الخزى .
+ يقدر ما تكون حواسك حيه تجاه ما يلاقيك بقدر ما تحب نفسك مائنة عن الله . لأن لهيب الخطية لم يترك أعضاءك في كل الأحوال ولهذا لست بقادر على اقتناء سلام نفسك .
+إذ ما رأيت ذاتك مستريحاً من حروب الشهوات قبل ان تدخل مدينة الاتضاع ، فلا تطمئن إلى العدو ،لأنه قد نصب لك كميناً بل توقع اضطراباً بعد هذه الراحة. وإذا اجتزت على كل منازل الفضائل ، فلن تصادف رائحة من تعبك ولا إنعتاقاً من حيل أعدائك إلى أن تصل إلى مرتبة الاتضاع .
+ الصعود على الصليب على دورين الأول : صلب الجسد ، الثانى : ارتفاع العقل إلى الثاؤريا . ( المشاهدة العقلية ) الأول يكون بإرادتك وأما الثانى فبالأعمال .
+ من لم يخضع له جسده لا يخضع له عقله . امتلاك العقل إنما بصلب الجسد ولا يقدر أن يخضع لله إن لم تخضع الحرية الذاتية للجزء الناطق ( الروح ) .
+ التعبد للجسد جفاء وقساوة ومن أحسن الرجاء في الله ولو قليلا فهو لا يقبل أن يتعبد لهذا المولى القاسى أعنى الجسد .
+ الفضيلة ليست أعمالا كثيرة تؤدى بالجسد ظاهرياً بل هي القلب الحكيم في أمله ورجائه لأنه يواصل جهادة (الجسدى ) بقصد
مستقيم .