+ قيل عن إنسان متوحد كان يخرج الشياطين فسألهم قائلاً " لماذا تخرجون ؟
أبا الصوم ؟ فقالوا نحن لا نأكل قط . فسألهم أبا السهر ؟ فقالوا نحن لا ننام . فسأل: ابترك العالم . فقالوا إن مساكننا البرارى والخرائب فسألهم أخيراً فبماذا تخرجون إذن ؟ فأجابوه لا يوجد شيىء يسحقنا غير التواضع . فالاتضاع إذن هو غلبة الشيطان .
+ يدنو المتواضع من الوحوش الكاسرة . وحالما تنظره تهدأ وحشيتها وتدنو منه .. تحرك أمامه أذنابها ورؤسها وتلحس يديه ورجليه , لأنها تستنشق منه الرائحة التى كانت تستنشقها من آدم في الفردوس قبل ان يتجاوز الوصية لما اجتمعت اليه ووضع لها أسماء في الفردوس .
+ حتى الشياطين مع جميع شرورها وافتخارها إذا دنت من التواضع صارت مثل التراب وبطل شرها جميعه وكل حيلها وأعمالها .
+ من الأحزان يتولد الاتضاع , وبالاتضاع تعطى المواهب . فالمواهب لا تعطى أذن للأعمال . ولا للأحزان ، بل تعطى بسبب الاتضاع المتولد منها .
الذى يعرف خطاياه خير له من منفعه الخليقة كلها بمنظره والذى يتنهد كل يوم على نفسه بسبب خطايا ه خير من أن يقيم الموتى .. والذى استحق أن يبصر خطاياه خير له من أن يبصر ملائكة .
من سعى وراء الكرامة هربت منه ومن هرب منها بمعرفة سعت إليه . وأرشدت جميع الناس عنه .
المتواضع لا يبغضه أحد ,لا يحزنه بكلمة ولا يزدرى به لأن سيده جعله محبوباً عند الكل . كل أحد يحبه وكل موضع يوجد فيه فمثل ملاك الله ينظرون لإليه ويفرزون له الكرامة .