عرض مشاركة واحدة
قديم 13 - 03 - 2013, 07:44 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,346,435

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: همسات الروح تأمل في سفر المزامير المزمور الثاني عشر

القسم الثاني: نداء إلي الرب ليتدخّل فيدين الانسان المتكبّر: (4-5):
4– الرب يقطع شفاه المتملقين وألسنة المتكلمين بالكبرياء
اللسان عطية إلهية، به نسبّح الله، وبه نتحدث مع الإخوة. فإذا أسأنا استخدامه يصير لعنة ونارًا وعالم إثم (يعقوب 3: 1-12). وكما يقول القديس أغسطينوس: "إن المرائين المتغطرسين يتكّلون على حديثهم في خداع الناس دون الخضوع لله".
لذلك يتضرع داود النبي إلى الله أن يهلك المتملقين الذين يهددون الصالحين، كوعده أن يُعين الذين في الضيق، مستجيبًا لتنهدات المساكين. ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم: "ليته لا يخدع أحد قريبه، كما يقول المرتل، يتكلمون بشفاه غاشة وقلب مزدوج". "فما من شيء يجلب العداوة مثل الغش والخداع. الفم هو مصدر كل شر، ليس الفَم بالأحري بل الذين يُسيئون استخدامه، فمنه تصدر الشتائم، والإهانات، والتجاديف، وما يثير الشهوات، والقتل، والزنا، والسرقات، هذه جميعها مصدرها إساءة استخدام الفم".
من كثرة انتشار الأشرار وامتداد نفوذهم ، لا يجد المرنم وسيلة أخرى للتخلص من هذه الفئة المنتشرة كالوباء، القوية كالطاعون، المتغطرسة كالطاووس، سوى اللجوء إلى الرب ليخلصه منهم. فهؤلاء لم يعد يكفهم ما يعيشون من شر وخداع بل تجاوز الأمر ذلك إلى الانتفاخ والتكبر والافتخار بالشر. وحتماً سيقطع الله كل هذه الشفاه، حتى لا يظن احد انه مستثنى ( رومية 13:10)، فاللسان الذي يمجد نفسه لسان المتكبر وكما قطع لسان فرعون الذي قال في تجبر "إني لست أعرف الرب من هو الرب حتى اسمع له" ( خروج 5: 2-3 ) وقطع كذلك الشعب اليهودي ورؤسائهم الذين تجبروا ، فهجر الزيتونة العتيقة وأهملها وخلق لنفسه شعباً مبرراً، (رومية11: 17-18)" وكنت انت زيتونة برّية فطُعّمت لتشارك الفروع الباقية في اصل الشحرة وخصبها". لأن القلب الذي يتقي الله لم يعد هو المقياس بل صارت المقاييس مختلفة، ليس الإيمان والعدل والصدق والوفاء والأمانة ، بل كل ما هو عكسي والأغرب في كل ذلك هو أن مواضيع العار والخزي والخجل صارت مواضيع مجد وافتخار ( ألا نرى هذا في مجتمعنا اليوم لاسيما مجتمعاتنا الشرقية ).
5– القائلين ألسنتنا معنا شفاهنا تغنينا فمن علينا:
صارت البلاغة والفصاحة والقدرات التعبيرية لا سيما القدرة على الخداع والنفاق واستخدام الغش والتدليس هو الأسلوب الذي يسود المجتمع، وكأن لا مكان للعمل الصالح والسلوك المستقيم، وهذا هو اعتقاد المنافقين وفكر المتكبرين وأسلوبهم في الحياة والتعامل، يظنون قوتهم في لسانهم مع أنهم ينطقون بالباطل...
  رد مع اقتباس