وكان للصوم تأثيره أيضًا في مجال التوبة..
لقد تاب أهل نينوى. ولم تكن توبتهم مجرد رجوعهم عن حياة الشر، وإنما امتزجت هذه التوبة بصوم ونسك شديدين، اشترك فيه الشعب كله وملكهم. وقبل الله صومهم وتوبتهم وغفر لهم خطاياهم
(يون 3).
ومن أروع ما قيل في امتزاج التوبة بالصوم، قول الوحي الإلهي في سفر يؤئيل النبي "الآن يقول الرب، ارجعوا إلى بكل قلوبكم، وبالصوم وبالبكاء والنوح" (يؤ 2: 12). وداود النبي يشرح عمق صومه فيقول "أذللت بالصوم نفسي" (مز 35: 13) وأيضا "أبكيت بالصوم نفسي" (مز 69: 10).
وكثير من صلوات الآباء والأنبياء من أجل طلب المغفرة، كانت مصحوبة بصوم، كصلوات دانيال وعزرا طلبًا لمغفرة خطايا الشعب.
والصوم أيضًا له علاقته بالخدمة.
ولعل أبرز مثل لذلك السيد المسيح نفسه الذي بدأ خدمته بصوم أربعين يومًا. وعلى نسقه كل الآباء الأساقفة والكهنة الجدد يبدأون خدمتهم الكهنوتية بالصوم.. ونفس الآباء الرسل القديسين بدأوا خدمتهم كذلك بالصوم. وتحقق فيهم قول السيد نفسه "حين يرفع العريس عنهم، حينئذ يصومون" (مر 2: 20)
ولم يكن الصوم فقط في بدء خدمة الآباء الرسل، بل كان يتخللها أيضًا. وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول عن خدمته " في أصوام مرارًا كثيرة" (2كو 11: 27) ويقول أيضًا " بل في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام لله.. في أتعاب في أسهار في أصوام.." (2كو 6: 4، 5)..
أتراك يا أخي جربت في حياتك الصوم من أجل الخدمة، والصوم لحل مشاكلها ولحل المشاكل عمومًا؟